محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغيره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي أبي: يا بني، دون ما أراك تصنع، فإن الله عز وجل إذا أحب عبدا رضي منه باليسير.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: مر بي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة، فرآني وأنا أتصاب عرقا، فقال لي: يا جعفر يا بني، إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة، ورضي عنه باليسير.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن الله إذا أحب عبدا فعمل [عملاً] (1) قليلا جزاه بالقليل الكثير، ولم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له.
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن لكل عبادة شرة (1) ثم تصير إلى فترة، فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن خالف سنتي فقد ضل، وكان عمله في تبار (2)، أما إني أصلي، وأنام، وأصوم، وأفطر، وأضحك، وأبكي، فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني، وقال: كفى بالموت موعظة، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا.
المصادر
الكافي 2: 69|1، وقد مر ذيله في الحديث 4 من الباب 19 من أبواب مقدمة العبادات.
الهوامش
1- الشرة: الرغبة والنشاط (لسان العرب 4: 401).
2- في نسخة: تباب، منه قده، وتبار، بمعنى الهلاك (مجمع البحرين 3: 232)، والتباب: الخسران والهلاك (مجمع البحرين 2: 12).
وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذا الدين متين فأوغلوا (1) فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبت (2) الذي لا سفراً قطع، ولا ظهرا أبقى. وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن مقرن، عن محمد بن سوقة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، مثله (3).
المصادر
الكافي 2: 70|1.
الهوامش
1- أوغلوأ: ادخلوا (لسان العرب 11: 732).
2- الراكب المنبت: هو الذي أتعب دابته حتى عطب ظهره، فبقي منقطعا به لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى (لسان العرب 2: 7).
وعن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، إن المنبت ـ يعني المفرط ـ لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما، واحذر حذر من يتخوف أن يموت غدا.
محمد بن علي بن الحسين بإسناده، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: كان أبي يقول: ما من أحد أبغض إلى الله عز وجل من رجل يقال له: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل كذا وكذا، فيقول: لا يعذبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم، كأنه يرى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ترك شيئا من الفضل عجزا عنه. ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، مثله (1).
الحسن بن محمد الطوسي في (الأمالي) ويقال له: (المجالس) عن أبيه، عن أبي عمر بن مهدي، عن أحمد، عن أحمد بن يحيى، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، عن عبدالله، عن علي (عليه السلام) قال: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة، ثم قال: تعلموا ممن علم فعمل.