محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسين بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن (1) من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم (والمسلم) (2) من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة. وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد نحوه إلا أنه ترك قوله: أو يغتابه (3).
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته، وكملت مروءته، وظهر عدله، ووجبت اخوته. ورواه الطبرسي في (صحيفة الرضا) (عليه السلام) (1). ورواه الصدوق في (عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت (2) في إسباغ الوضوء، عن الرضا، عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نحوه (3).
المصادر
الكافي 2: 187 | 28، وأورده في الحديث 9 من الباب 11 من أبواب صلاة الجماعة، وعن الخصال والعيون في الحديث 15 من الباب 41 من أبواب الشهادات.
وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن الحرث بن المغيرة قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه، ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال الله عزّ وجّل: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) (1). ورواه الصدوق في (الأمالي) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن الصادق (عليه السلام) مثله (2).
وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه.
محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار) بإسناده الآتي (1) عن أبي ذر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصية له قال: يا أباذر، إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، قلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها. يا أباذر، سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، قلت: يا رسول الله وما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قلت: يا رسول الله، فإن كان فيه (2) الذي يذكر به، قال: إعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.
الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تحرم الجنة على ثلاثة: على المنان، وعلى المغتاب، وعلى مدمن الخمر.
المصادر
الزهد: 9 | 17، وأورد نحوه عن عقاب الأعمال في الحديث 8 من الباب 164 من هذه الأبواب.
وعن فضالة، عن عبدالله بن بكير، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية لله وحرمة ماله كحرمة دمه. ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد مثله (1).
المصادر
الزهد: 11 | 23، وأورده عن الكافي والمحاسن والفقيه في الحديث 3 من الباب 158 من هذه الأبواب.
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) ـ في حديث المناهي ـ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن الغيبة والاستماع إليها، ونهى عن النميمة والاستماع إليها، وقال: لا يدخل الجنة قتات، ـ يعني: نماما ـ، ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله، ونهى عن الغيبة، وقال: من اغتاب امرءاً مسلما بطل صومه، ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، وإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا (1) لما حرم الله عزّ وجّل، ألا ومن تطوّل على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة.
وفي (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وإن من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه. ورواه في (معاني الأخبار) بهذا الإسناد (1).
وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، والحنين إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت. ورواه في (الخصال) بهذا السند، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة، عن الصادق (عليه السلام) ـ في حديث ـ مثله (1).
وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن المغيرة بن محمد، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبدالله الشامي، عن نوف البكالي قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في رحبة مسجد الكوفة فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته، فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: يا نوف، أحسن يحسن إليك ـ إلى أن قال: ـ قلت: زدني، قال: اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار، ثم قال: يا نوف، كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة... الحديث.
وفي (عيون الأخبار) وفي (معاني الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن ابيه، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله يبغض البيت اللحم واللحم السمين قال: فقيل له: إنا لنحب اللحم، وما تخلو بيوتنا منه (1)، فقال: ليس حيث تذهب، إنما البيت اللحم البيت (2) الذي تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة وأمااللحم السمين فهو المتبختر (3) المتكبر المختال في مشيه (4).
المصادر
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 314 | 87، ومعاني الأخبار: 388 | 24، وأورده عن العيون في الحديث 6 من الباب 59 من أبواب جهاد النفس.
الهوامش
1- في العيون زيادة: فكيف ذلك، وفي المعاني: فكيف ذاك.
وفي (العلل) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أسباط بن محمد يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يارسول الله ولم ذلك؟ قال: أما صاحب الزنا فيتوب فيتوب الله عليه، وأما صاحب الغيبة، فيتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله (1). وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى مثله (2). ورواه الطبرسي في (مجمع البيان) عن جابر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا... ثم ذكر نحوه (3).
وفي (المجالس) عن أبيه، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن علقمة بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ـ في حديث ـ أنه قال: فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا، ولم يشهد عليه عندك شاهدان، فهو من أهل العدالة؛ والستر، وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه مذنبا، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله تعالى ذكره، داخل في ولاية الشيطان؛ ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير.
المصادر
أمالي الصدوق: 91 | 3، وأورد صدره في الحديث 13 وقطعة منه في الحديث 14 من الباب 41 من أبواب الشهادات.
وفي (عقاب الأعمال) بإسناد تقدم في باب عيادة المريض (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في خطبة له: ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه، ونقض وضوءه (2)، فإن مات وهو كذلك مات وهو مستحل لما حرم الله ـ إلى أن قال: ـ ومن مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن مشى في عيب أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها (3) في جهنم، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق، ومن مشى إلى ذي قرابة وذي رحم يسأل به أعطاه الله أجر مائة شهيد، فإن سأل به ووصله بماله ونفسه جميعا كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة، ورفع له أربعون ألف ألف درجة، وكأنما عبدالله عزّ وجّل مائة سنة، ومن مشى في فساد ما بينهما وقطيعة بينهما (4) غضب الله عزّ وجّل عليه، ولعنه في الدنيا والآخرة، وكان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم.
المصادر
عقاب الأعمال: 335 و 340 | 1 وأورد قطعة منه في الحديث 5 من الباب 156 وأخرى في الحديث 6 من الباب 164 من هذه الأبواب.
الهوامش
1- تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من إبواب الاحتضار.
العياشي في (تفسيره) عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): الغيبة أن تقول في أخيك ما قد ستره الله عليه، فأما إذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله عز وجل: (فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا) (1).