باب الفروض على الجوارح ووجوب القيام بها
المسار الصفحة الرئيسة » مكتبة الكتب » وسائل الشيعة » كتاب الجهاد » أبواب جهاد النفس وما يناسبه » باب الفروض على الجوارح ووجوب القيام بها

20218. 

قائمة المحتويات محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد (1)، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث طويل ـ قال: إنّ الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها ـ إلى أن قال: ـ فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزّ وجلّ (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) وقال: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (3) وقال: (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (4) وقال: (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) (5) فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو رأس الايمان، وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى اسمه: (وقولوا للناس حسنا) (6) وقال: (قولوا آمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون) (7) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله، وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزّ وجلّ عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله عزّ وجلّ، فقال: عزّ وجلّ في ذلك: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (8) ثم استثنى موضع النسيان فقال: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (9) وقال: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب) (10) وقال تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكوة فاعلون) (11) وقال: (وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه) (12) وقال: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (13) فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (14) أن ينظروا إلى عوراتهم، وأن ينظر المرء الى فرج أخيه ويحفظ فرجه أن ينظر إليه وقال: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) (15) من أن تنظر إحداهن إلى فرج اختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليه وقال: كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر، ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية اخرى فقال: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) (16) يعني بالجلود: الفروج والافخاذ وقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا) (17) فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملهما، وهو من الايمان، وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عزّ وجلّ، وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (18) وقال: (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (19) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما، وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عزّ وجلّ فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) (20) وقال: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الاصوات لصوت الحمير) (21) وقال: فيما شهدت به الايدي والارجل على أنفسهما وعلى أربابها من تضييعها لما أمر الله به وفرضه عليها: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون) (22) فهذا ايضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الايمان، وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: (يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (23) فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا) (24) ـ إلى أن قال: ـ فمن لقي الله حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقي الله عز وجل مستكملا لايمانه وهو من اهل الجنة، ومن خان في شيء منها او تعدى مما امر الله عزّ وجلّ فيها لقي الله ناقص الايمان ـ إلى أن قال: ـ وبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالنقصان دخل المفرطون النار.

المصادر

الكافي 2: 28 | 1.

الهوامش

1- في المصدر: القاسم بن بريد.
2- النحل 16: 106.
3- الرعد 13: 28.
4- المائدة 5: 41.
5- البقرة 2: 284.
6- البقرة 2: 83.
7- العنكبوت 29: 46.
8- النساء 4: 140.
9- الانعام 6: 68.
10- الزمر 39: 17، 18.
11- المؤمنون 23: 1 ـ 4.
12- القصص 28: 55.
13- الفرقان 25: 72.
14- النور 24: 30.
15- النور 24: 31.
16- فصلت 41: 22.
17- الاسراء 17: 36.
18- المائدة 5: 6.
19- محمد 47: 4.
20- الاسراء 27: 37.
21- لقمان 31: 19.
22- يس 36: 65.
23- الحج 22: 77.
24- الجن 72: 18.

20219. 

قائمة المحتويات وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبيد الله بن الحسن، عن الحسن بن هارون قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا) (1) قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر اليه، والفؤاد عما عقد عليه.

المصادر

الكافي 2: 31 | 2.

الهوامش

1- الاسراء 17: 36.

20220. 

قائمة المحتويات وعن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان او غيره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: الايمان لا يكون الا بعمل، والعمل منه، ولا يثبت الايمان الا بعمل.

المصادر

الكافي 2: 32 | 3.

20221. 

قائمة المحتويات وعنهم، عن ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: من أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله به فهو مؤمن.

المصادر

الكافي 2: 32 | 4.

20222. 

قائمة المحتويات وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث ـ انه قال له إن خيثمة اخبرنا انه سألك عن الايمان؟ فقلت: الايمان بالله، والتصديق بكتاب الله، وان لا يعصى الله، فقال: صدق خيثمة.

المصادر

الكافي 2: 32 | 5.

20223. 

قائمة المحتويات وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الايمان؟ فقال: شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: قلت: أليس هذا عمل؟ قال: بلى، قلت: فالعمل من الايمان؟ قال: لا يثبت له الايمان الا بالعمل والعمل منه.

المصادر

الكافي 2: 32 | 6.

20224. 

قائمة المحتويات محمد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمّد بن الحنيفة أنّه قال: يا بني لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم، فإن الله قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، ويسألك عنها وذكرها ووعظها وحذرها وادبها ولم يتركها سدى، فقال الله عزّ وجلّ: (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا) (1) وقال عزّ وجلّ: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (2) ثم استعبدها بطاعته فقال: عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (3) فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح، وقال: (وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) (4) يعني: بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين، وقال عز وجل: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) (5) يعني بالجلود: الفروج ثم خص كل جارحة من جوارحك بفرض ونص عليها، ففرض على السمع أن لا يصغى إلى المعاصي فقال عز وجل: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم اذا مثلهم) (6) وقال عزّ وجلّ: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (7) ثم استثنى عزّ وجلّ موضع النسيان فقال: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (8) وقال عزّ وجلّ (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الالباب) (9) وقال عز وجل: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (10) وقال عزّ وجلّ: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (11) فهذا ما فرض الله عزّ وجلّ على السمع وهو عمله، وفرض على البصر أن لا ينظر به إلى ما حرم الله عليه، فقال عزّ وجلّ: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (12) فحرم أن ينظر أحد إلى فرج غيره، وفرض على اللسان الاقرار والتعبير عن القلب ما عقد عليه، فقال عزّ وجلّ: (وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا) (13) الآية، وقال عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) (14) وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم ويصدر عن أمره ورأيه فقال عزّ وجلّ: (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (15) الآية، وقال عزّ وجلّ حين أخبر عن قوم أعطوا الايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال: (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (16) وقال عزّ وجلّ: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (17) وقال عزّ وجلّ (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) (18) وفرض على اليدين أن لا تمدهما إلى ما حرم الله عزّ وجلّ عليك، وأن تستعملهما بطاعته، فقال عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (19) وقال عزّ وجلّ: (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (20) وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته وأن لا تمشي بهما مشية عاص، فقال عزّ وجلّ: (ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) (21) وقال عزّ وجلّ: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (22) فأخبر الله عنها أنها تشهد على صاحبها يوم القيامة، فهذا ما فرض الله على جوارحك فاتق الله يا بني واستعملها بطاعته ورضوانه، وإياك أن يراك الله تعالى ذكره عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين، وعليك بقراءة القرآن والعمل بما فيه ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك، فانه عهد من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية، واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فاذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه.
والوصية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.

المصادر

الفقيه 2: 381 | 1627.

الهوامش

1- الاسراء 17: 36.
2- النور 24: 15.
3- الحج 22: 77.
4- الجن 72: 18.
5- فصلت 41: 22.
6- النساء 4: 140.
7- الانعام 6: 68.
8- الانعام 6: 68.
9- الزمر 39: 17، 18.
10- الفرقان 25: 72.
11- القصص 28: 55.
12- النور 24: 30.
13- العنكبوت 29: 46.
14- البقرة 2: 83.
15- النحل 16: 106.
16- المائدة 5: 41.
17- الرعد 13: 28.
18- البقرة 2: 284.
19- المائدة 5: 6.
20- محمد 47: 4.
21- الاسراء 17: 37 و 38.
22- يس 36: 65.

20225. 

قائمة المحتويات وفي (العلل) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن جعفر، عن أخيه، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: ليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم) (1). وليس لك أن تسمع ما شئت، لان الله عزّ وجلّ يقول: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا) (2).

المصادر

علل الشرائع: 605 | 80، واورد قطعة منه في الحديث 17 من الباب 38 من ابواب الامر بالمعروف.

الهوامش

1- الاسراء 17: 36.
2- الاسراء 17: 36.