محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطيه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإن الضار النافع هو الله عزّ وجلّ. وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) نحوه (1).
وعنهم، عن ابن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) (1) فقال: أما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) جلس إلى حائط مائل يقضي بين، الناس فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فانه معور (1)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حرس امرءا أجله، فلما قام سقط الحائط، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين.
المصادر
الكافي 2: 48 | 5.
الهوامش
1- المعور: الذي يخاف منه، انظر (الصحاح ـ عور ـ 2: 761).
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ليس شيء إلا وله حد، قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حد اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئا.
وبإلاسناد عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: ان الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
وبإلاسناد عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين. ورواه الصدوق في (العلل) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب مثله (1).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فاذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم يا سعيد بن قيس انه ليس من عبد الا وله من الله عز وجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل، أو يقع في بئر، فاذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شيء.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله: (وكان تحته كنز لهما) (1) كان فيه، بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن... الحديث.
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره قال قيل للرضا (عليه السلام): انك تتكلم بهذا الكلام، والسيف يقطر دما، فقال: ان لله واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتي لم تصل اليه.