محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن الحرث بن المغيرة أو أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الاعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها ان قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام): كان أبي يقول: ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
وعنهم عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون: نرجو، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت، فقال: هؤلاء قوم يترجحون (1) في الاماني، كذبوا، ليسوا براجين، من رجا شيئا طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه.
المصادر
الكافي 2: 55 | 5.
الهوامش
1- رجح الميزان: يرجح رجحانا اي مال، وترجحت الارجوحة بالغلام اي مالت (الصحاح ـ رجح ـ 1: 364).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أبي يقول: انه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران، نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسين بن أبي سارة (1) قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.
محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال: يا بني خف الله خوفا لو جئته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر الله لك.
وعن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن حمزة بن عبدالله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): ارج الله رجاء لايجرئك على معصيته (1) وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته.
محمد بن الحسين الرضي الموسوي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: في خطبة له: يدّعي بزعمه أنه يرجو الله كذب والعظيم، ماله لا يتبين رجاؤه في عمله؟! وكل راج عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله فإنّه مدخول، وكل خوف محقق إلا خوف الله فانه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب، فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده؟! أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا، أو يكون لا يراه للرجاء موضعا؟! وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقدا وخوفه من خالقه ضمارا (1) ووعدا!.
المصادر
نهج البلاغة 2: 71 | 155.
الهوامش
1- الضمار: ما لا يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة (الصحاح ـ ضمر ـ 2: 722).