محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء) (1) قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد نحوه (2).
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ـ في وصيته لولده محمد بن الحنفية: ـ يا بني، اقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكف الناس عما تنهى عنه، وأمر بالمعروف تكن من أهله، فإن استتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عامل (1) بما يأمر به، تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى.
المصادر
الخصال: 109 | 79، واورده عن الكافي في الحديث 10 من الباب 2 من هذه الابواب.
وفي (المجالس) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبدالله الصادق (عليه السلام): بم يعرف الناجي؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً، فانما ذلك مستودع.
وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) ـ في حديث وصف المؤمن والمنافق ـ قال: والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي.
المصادر
امالي الصدوق: 399 | 12، واورده عن الكافي في الحديث 11 من الباب 49 وصدره عن كتب اخرى في الحديث 12 من الباب 4 من ابواب جهاد النفس.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
قال: وقال (عليه السلام) ـ في خطبة له: ـ فانا لله وإنا اليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير، ولا زاجر مزدجر، لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به.
الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قيل له: لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهى عن المنكر حتى ننتهي عنه كله؟ فقال: لا بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كله.
قال: وقال (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار، ثم ترمى، فقلت، يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: خطباء أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.
محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) بإسناده الآتي (1)، عن أبي ذر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ في وصيته له ـ قال: يا أبا ذر يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله.