محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن شيخ من أصحابنا الكوفيين قال: دخل عيسى بن شفقي (1)، على أبي عبدالله (عليه السلام) وكان ساحرا يأتيه الناس ويأخذ على ذلك الاجر، فقال له: جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السحر وكنت آخذ عليه الاجر، وكان معاشي، وقد حججت منه ومنّ الله عليّ بلقائك، وقد تبت إلى الله عزّ وجلّ، فهل لي في شيء من ذلك مخرج؟ فقال له أبو عبدالله (عليه السلام): حل ولا تعقد. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (2). ورواه الصدوق بإسناده عن عيسى بن السقفي نحوه (3). ورواه الحميري في (قرب الاسناد) عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن أبيه، عن عيسى بن السقفي نحوه (4).
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ساحر المسلمين يقتل وساحر الكفار لا يقتل، قيل: يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار؟ قال: لان الشرك أعظم من السحر، لان السحر والشرك مقرونان. وفي (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن النوفلي، عن السكوني مثله (1).
المصادر
الفقيه 3: 371 | 1752 وأورده في الحديث 1 من الباب 1 من أبواب بقيه الحدود.
وفي (عيون الاخبار) عن محمد بن القاسم المفسر، عن يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) ـ في حديث ـ قال في قوله عزّوجلّ: (وما اُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) (1) قال: كان بعد نوح (عليه السلام) قد كثرت السحرة المموهون، فبعث الله عزّ وجلّ ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر به السحرة وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبي عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عزّوجلّ، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس، وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم ـ إلى أن قال: ـ وما يعلمان من أحد ذلك السحر وإبطاله حتى يقولا للمتعلم إنما نحن فتنة وإمتحان للعباد ليطيعوا الله فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم، فلا تكفر بإستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به، ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه الا الله عزّ وجلّ، فان ذلك كفر ـ إلى أن قال: ـ ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم لانهم اذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا به فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه... الحديث.
وعن تميم بن عبدالله القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الانصاري، عن علي بن الجهم، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس السحر ليحترزوا به سحر السحرة، ويبطلوا به كيدهم، وما علما أحدا من ذلك شيئا حتى (1) قالا: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فكفر قوم باستعمالهم لما اُمروا بالاحتراز منه وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء وزوجه، قال الله تعالى: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) (2) ـ يعني بعلمه ـ.
وفي (الخصال) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن إبراهيم بن جميل، عن المعتمر بن سليمان، عن فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم... الحديث.
المصادر
الخصال: 179 | 243 وأورده في الحديث 21 من الباب 9 من أبواب الأشربة المحرمة، وفي الحديث 19 من الباب 49 من أبواب جهاد النفس.
عبدالله بن جعفر في (قرب الاسناد) عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن عليا (عليه السلام) قال: من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر، وكان آخر عهده بربه وحده أن يقتل الا أن يتوب.
فرات بن إبراهيم الكوفي في (تفسيره) عن عبد الرحمن بن الحسن التميمي معنعنا عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام في حديث قال: نحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين أو كذابين أو ساحرين أو زنائين (1)، فمن كان فيه شيء من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه.
المصادر
تفسير فرات الكوفي: 62.
الهوامش
1- في المصدر: الزيافين. والزياف: المختال المتكبر (الصحاح ـ زيف ـ 4: 1371).