وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء (1)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): نِعْمَ الادام الخلّ، ولا يفتقر أهل بيت عندهم الخل.
قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ضعفت عن الصلاة وعن الجماع، فنزلت عليّ قدر من السماء، فأكلت منها، فزاد في قوّتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع، وهو الهريس.
قال: ودعاه رجل، فقال علي (عليه السلام): قد أجبتك على أن تضمن لي ثلاث خصال، قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟! قال: لا تدخل علي شيئا من خارج، ولا تدخر عني شيئا في البيت، ولا تجحف بالعيال، قال: لك ذلك (1)، فأجابه علي عليه السلام.
وفي (الخصال) بإسناده عن علي (عليه السلام) في حديث الاربعمائة كلمة قال: غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق، وإماطة للغمر عن الثياب، ويجلو البصر، أكل التفاح نضوح المعدة. ومضغ اللبان يشد الاضراس، وينفي البلغم، ويذهب بريح الفم. أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف، ويطيب المعدة، ويزيد في قوة الفؤاد، ويشجع الجبان، ويحسن الولد. أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء في كل يوم على الريق يدفع جميع الامراض، إلاّ مرض الموت. لا يتفل المؤمن في القبلة، فإن فعل ذلك ناسيا يستغفر الله، لا ينفخ الرجل في موضع سجوده، ولا ينفخ في طعامه، ولا في شرابه، ولا في تعويذه. كلوا ما يسقط من الخوان، فانه شفاء من كل داء بإذن الله عزّ وجلّ لمن أراد أن يستشفي به، إذا أكل أحدكم طعاما فليمص (1) أصابعه التي أكل بها، قال الله عزّ وجلّ: بارك الله فيك. أقروا الحار حتى يبرد، ويمكن أكله، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قرب إليه طعام، فقال: أقروه حتى يبرد، ويمكن أكله، ما كان الله عزوجل يطعمنا النار، والبركة في البارد. اذكروا الله عزّ وجلّ على الطعام ولا تطغوا، فإنها نعمة من نعم الله عليكم، ورزق من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وحمده، أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنّها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها، من رضي عن الله باليسير من الرزق رضي الله عنه باليسير من العمل، اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه، فإنّه يقي مصارع السوء. أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة كل يوم مرة، ومن كانت عنده شاتان قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم، وكذلك في الثلاث. تقول: بورك فيكم. إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن، فإن الله عزّ وجلّ جعل القوة فيهما. لا تشهدوا قول الزور. ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، فإن العبد لا يدري متى يؤخذ. إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الاخرى ولا يتربّع، فانها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها. عشاء الانبياء بعد العتمة، ولا تدعوا العشاء، فإن ترك العشاء خراب البدن. اكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد، فإنّ حرها من فيح جهنم، لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته. الدعاء يرد القضاء المبرم، فاتخذوه عدة، داووا مرضاكم بالصدقة، ليجلس أحدكم على طعام جلسة العبد، وليأكل على الارض ولا يشرب قائما. لعق العسل شفاء من كل داء، قال الله عزّ وجلّ: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) (2) وهو مع قراءة القرآن، ومضغ اللبان يذهب بالبلغم، وابدأوا بالملح في أول طعامكم، فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب، من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلا الله، صبوا على المحموم الماء البارد في الصيف، فانّه يكسر حره. في كل امرئ واحدة من ثلاث: الكبر، والطيرة، والتمنّي، فاذا تطير أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله، وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه، وليحلب الشاة، فإذا تمنى فليسأل الله وليبتهل إليه. كلوا الدباء، فإنه يزيد في الدماغ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعجبه الدباء. كلوا الاترج قبل الطعام وبعده، فإن آل محمد يفعلون ذلك، الكمّثرى يجلو القلب، ويسكن أوجاع الجوف. أقلوا من أكل الحيتان، فانها تذيب البدن، وتكثر البلغم، وتغلظ النفس. حسو اللبن شفاء من كل داء إلا الموت. كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ للمعدة، في كل حبة من الرمان إذا استقرت في المعدة حياة للقلب، وأمان للنفس، ومرض وسواس الشيطان أربعين ليلة. نعم الادام الخل يكسر المرة، ويحيي القلب. كلوا الهندباء، فما من صباح إلا وعليه قطرة من قطرات الجنة. اشربوا ماء السماء، فإنه يطهر البدن، ويدفع الاسقام، قال الله تعالى: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) (3) ما من داء إلا وفي الحبة السوداء منه شفاء إلا السام، لحوم البقر داء، وألبانها دواء، وأسمانها شفاء، ما تأكل الحامل من شيء ولا يتداوى به أفضل من الرطب، قال الله تعالى لمريم: (وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا) (4) حنكوا أولادكم بالتمر، وهكذا فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين (عليهما السلام). الحقنة من الاربع، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أفضل ما تداويتم به الحقنة وهي تعظم البطن، وتنقّي داء الجوف، وتقوي البدن، اسعطوا بالبنفسج، وعليكم بالحجامة.
محمد بن الحسن في كتاب (الغيبة) قال: روى محمد ابن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء عن حمزة بن نصير خادم أبي الحسن (عليه السلام)، عن أبيه، قال لما ولد السيد (عليه السلام)، يعني المهدي تباشر أهل الدار بذلك، فلما نشأ خرج إلى الامر أن أبتاع كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل: إن هذا لمولانا الصغير (عليه السلام).
الحسن بن محمد الطوسي في (الامالي) عن أبيه، عن عن الحفار، عن إسماعيل بن علي، عن عليّ بن علي أخي دعبل بن علي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء (على الريق لم يمرض إلا مرض الموت) (1).
وبالإسناد عن علي (عليه السلام) قال: أربعة نزلت من الجنة: العنب الرازقي، والرطب المشاني، والرمان الامليسي (1)، والتفاح الشعشعاني، يعنى الشامي، وفي خبر آخر والسفرجل.
الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي في (مكارم الاخلاق) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه كان يأكل الاصناف من الطعام، وكان يأكل القثاء بالرطب، وكان أحبها إليه البطيخ والعنب، وكان يأكل البطيخ بالخربز (1)، وربما أكل بالسكّر، وربما أكل البطيخ بالرطب، وكان إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه، وكان ربما أكل العنب حبة حبة، وكان يأكل الجبن، وكان يأكل التمر ويشرب عليه الماء، وكان التمر والماء أكثر طعامه، وكان يأكل اللبن والتمر والهريسة، وكان أحب الطعام إليه اللحم، وكان يحب القرع ويعجبه الدبى ويلتقطه من الصحفة وكان يأكل الدجاج ولحم الوحش والطير والخبز والسمن والخل والهندباء والباذروج (2) وبقلة الانصار ويقال لها: الكرنب (3). وفيه نقلا من كتاب (البصائر) (4) عن محمد بن جعفر العاصمي، عن أبيه، عن جده قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا، فأتينا المدينة، وقصدنا مكانا ننزله، فاستقبلنا غلام لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام على حمار له أخضر يتبعه الطعام، فنزلنا بين النخل، وجاء هو فنزل وأتى بالطشت والماء، فبدأ وغسل يديه وادير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا، ثم أعيد عن يساره حتى أتى على آخرنا، ثم قدم الطعام فبدء بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثنى بالحلو (5)، ثم أتى بكتف مشوي، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أتى بالخل والزيت، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة (عليها السلام)، ثم أتى بالسكباج فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أتى بلحم مغلو (6) فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي (عليه السلام)، ثمّ أتى بلبن حامض قد ثرد، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي (عليه السلام)، ثم أتي بأضلاع باردة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم أتى بحب مبرز (7)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي (عليه السلام)، ثم اتي بتور فيه بيض كالعجة (8)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا طعام كان يعجب جعفرا (9) (عليه السلام)، ثم أتي بحلوا، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام يعجبني، ثم رفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها، فقال: مه ان ذلك في المنازل تحت السقوف فأما مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم، ثم أتي بالخلال (10) وقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك، فما أجابك فابتلعه، وما امتنع بالخلال ثم تخرجه بالخلال فتلفظه، واتي بالطشت والماء فابتدء بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل، ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم، ثم قال: ياعاصم! كيف أنتم في التواصل والتبار؟ فقال: على أفضل ما كان عليه أحد، فقال: يأتي (11) أحدكم إلى منزل أخيه فلا يجده، فيأمر بإخراج كيسه فيفض ختمه، فيأخذ من ذلك حاجته، فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: لستم على ماأحب من التواصل والصنيعة للفقراء.
المصادر
مكارم الاخلاق: 29 ـ 30 مقطع، من بداية الحديث 57 إلى نهاية الباب لم يرد في النسخة الخطية.
الهوامش
1- الخربز: نوع من البطيخ حلو.
2- الباذروج: نوع من البقول يقوي القلب جدا، وهو مقبض للبطن. (القاموس المحيط ـ بذرج ـ 1: 178).
3- الكرنب: نبات له ساق غليظة قصيرة وبرعم في الرأس، ملفوف ورقه بعضه على بعض. (المعجم الوسيط 2: 785).
4- مكارم الاخلاق: 144.
5- في المصدر: بالخل.
6- في المصدر: مقلو.
7- في المصدر: بجبن مبزر، الابزار: التوابل، (الصحاح ـ بزر ـ 2: 589).
8- العجة: طعام من البيض. (القاموس المحيط ـ عجج ـ 1: 198).
9- في المصدر: أبي جعفر.
10- في هامش المصححة الاولى: الخلال ـ بالكسر ـ: ما يتخلل به الاسنان. (مجمع).