محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كل عصير أصابته النار فهو حرام، حتّى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه. ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1).
وعنه، عن أبيه، وعن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن أصل الخمر كيف كان بدء حلالها وحرامها؟ ومتى اتخذ الخمر؟ فقال: إن آدم لما اهبط من الجنة اشتهى من ثمارها، فأنزل الله عليه قضيبين من عنب فغرسهما، فلما أن أورقا وأثمرا وبلغا جاء إبليس فحاط عليهما حايطا، فقال آدم: ما حالك يا ملعون؟! قال: فقال إبليس: انهما لي، قال: كذبت، فرضيا بينهما بروح القدس، فلما انتهيا إليه قص آدم عليه قصّته، فأخذ روح القدس ضغثا من نار فرمى به عليهما، والعنب في أغصانها (1)، حتّى ظنّ، آدم أنه لم يبق منه (2)، وظنّ إبليس مثل ذلك، قال: فدخلت النار حيث دخلت وقد ذهب منهما ثلثاهما، وبقى الثلث، فقال الروح: أما ما ذهب منهما فحظ إبليس، وما بقى فلك يا آدم. وبالإسناد عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن نافع، عن أبي عبدالله (عليه السلام) مثله (3). ورواه الصدوق في (العلل) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد نحوه (4).
وعن علي بن محمد، عن أبي صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إن الله لما أهبط آدم (عليه السلام) أمره بالحرث والزرع، وطرح عليه غرسا من غرس الجنّة، فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان، فغرسها لعقبه وذريته، فأكل هو من ثمارها، فقال إبليس: ائذن لي أن آكل منه (1) شيئا فأبى (عليه السلام) أن يطعمه (2)، فجاء عند آخر عمر آدم، فقال لحوّا: قد أجهدني الجوع والعطش أريد أن تذيقيني من هذه الثمار، فقالت له: إن آدم عهد إلي أن لا أطعمك شيئا من هذا الغرس، وأنه (3) من الجنّة، ولا ينبغي لك أن تأكل منه، فقال لها: فاعصري منه في كفّي شيئا، فأبت عليه، فقال ذريني أمصه ولا آكله، فأخذت عنقودا من عنب فأعطته، فمصه ولم يأكل منه لما كانت حواء قد أكدت عليه، فلما ذهب يعض عليه اجتذبته حواء من فيه، فأوحى الله إلى آدم أن العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس، وقد حرّمت عليك من عصيره الخمر ماخالطه نفس إبليس، فحرّمت الخمر لان عدو الله إبليس مكر بحواء حتى أمصته العنبة، ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمارها وما يخرج منه (4)، ثم إنه قال لحواء: لو أمصصتيني (5) شيئا من التمر كما أمصصتيني من العنب، فأعطته تمرة فمصّها ـ إلى أن قال: ـ ثم إن إبليس ذهب بعد وفاة آدم فبال في أصل الكرمة والنخلة، فجرى الماء (في عودهما ببول) (6) عدو الله، فمن ثم يختمر العنب والكرم (7)، فحرّم الله على ذرية آدم كلّ مسكر، لان الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب وصار كل مختمر خمرا، لان الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن أبي نصر، عن أبان عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن نوحا لما هبط من السفينة غرس غرسا، فكان فيما غرس النخلة (1)، فجاء إبليس فقلعها ـ إلى أن قال: ـ فقال نوح: ما دعاك إلى قلعها فو الله ما غرست غرسا هو أحبّ إليّ منها، (فو الله) (2) لا أدعها حتى أغرسها، فقال إبليس: وأنا والله لا أدعها حتى أقلعها، فقال له جبرئيل: اجعل (له) (3) فيها نصيبا، قال: فجعل له الثلث، فأبى أن يرضى، فجعل له النّصف، فأبى أن يرضى، وأبى نوح أن يزيده، فقال له جبرئيل: أحسن يا رسول الله فإن منك الاحسان، فعلم نوح أنه قد جعل له عليها سلطان، فجعل نوح له الثلثين، فقال أبوجعفر (عليه السلام): فاذا أخذت عصيرا فطبخته حتى يذهب الثلثان نصيب الشيطان فكل واشرب.
المصادر
الكافي 6: 394 | 3.
الهوامش
1- في نسخة: الحبلة (هامش المخطوط)، وكذلك في المصدر والحبلة: شجرة العنب أو أصل من أصوله. (القاموس المحيط ـ حبل ـ 3: 354).
وعن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إن إبليس نازع نوحا في الكرم، فأتاه جبرئيل، فقال له: إن له حقا (1)، فأعطاه الثلث، فلم يرض إبليس، ثم أعطاه النصف، فلم يرض، فطرح (2) جبرئيل ناراً، فأحرقت الثلثين، وبقى الثلث، فقال: ما أحرقت النار فهو نصيبه، وما بقى فهو لك يانوح حلال.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)، وسئل عن الطلا، فقال: إن طبخ حتى يذهب منه اثنان ويبقى واحد فهو حلال، وما كان دون ذلك فليس فيه خير.
وعنه عن أحمد، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الهيثم، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن العصير يطبخ بالنار، حتّى يغلي من ساعته، أيشربه صاحبه؟ فقال: إذا تغير عن حاله وغلا فلا خير فيه، حتّى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد مثله (1).
وعن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن منصور بن حازم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إذا زاد الطلا (1) على الثلث فهو حرام.
المصادر
الكافي 6: 420 | 3، والتهذيب 9: 120 | 519.
الهوامش
1- الطلا: شراب مطبوخ من عصير العنب حتى يذهب ثلثاه. (الصحاح ـ طلا ـ 6: 2414) (هامش المخطوط).
وعن بعض أصحابنا، عن محمد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إذا زاد الطلا على الثلث أوقية، فهو حرام. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1)، وكذا الذي قبله.
محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: إن نوحا (عليه السلام) حين أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه، فلما أراد أن يغرس العنب قال: هذه الشجرة لي، فقال له نوح: كذبت، فقال إبليس: فما لي منها؟ فقال نوح: لك الثلثان، فمن هناك طاب الطلا على الثلث.
وعن محمد بن شاذان البرواذي، عن محمد بن محمد بن الحارث السمرقندي، عن صالح بن سعيد، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، قال: لما خرج نوح من السفينة غرس قضبانا كانت معه من النخل والاعناب وسائر الثمار فأطعمت من ساعتها، وكانت معه حبلة العنب، وكان آخر شيء اخرج حبلة العنب، فلم يجدها نوح، وكان إبليس قد أخذها فخباها، فنهض نوح (عليه السلام) ليدخل السفينة فيلتمسها ـ إلى أن قال: ـ فقال له الملك: إن لك فيها شريكا في عصرها (1)، فأحسن مشاركته، قال: نعم له السبع، ولي ستة أسباع، قال الملك: أحسن فانك محسن، فقال له نوح: له سدس، ولي خمسة أسداس، قال له الملك: أحسن فأنت محسن، فقال: له خمس، ولي أربعة أخماس، فقال له الملك: أحسن فانك محسن، فقال له نوح: له الربع ولي ثلاثة أرباع، فقال له الملك: أحسن فأنت محسن، فقال: له النصف ولي النصف، فقال: أحسن فأنت محسن، قال (عليه السلام): لي الثلث، وله الثلثان، فرضى فما كان فوق الثلث من طبخها فلابليس، وهو حظه، وما كان من الثلث فما دونه فهو لنوح (عليه السلام)، وهو حظه، وذلك الحلال الطيب ليشرب منه.