الخطبة ١٠٤: ومن خطبة له عليه السلام
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ١٠٤: ومن خطبة له عليه السلام

 البحث  الرقم: 105  المشاهدات: 3448
قائمة المحتويات ومن خطبة له عليه السلام
أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً، وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً وَلاَ وَحْياً، فَقَاتَلَ بِمَنْ أطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ، يَسُوقُهُم إِلَى مَنْجَاتِهِمْ، وَيُبَادِرُ بِهِمُ السَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ، يَحْسَرُ الْحَسَيرُ (1)، وَيَقِفُ الْكَسِيرُ (2) فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ، إِلاَّ هَالِكاً لاَ خَيْرَ فِيهِ، حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ وَبَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ الحرب يطحنون بها.">(3)، وَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ (4) وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا، وَاسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا، مَا ضَعُفْتُ، وَلاَ جَبُنْتُ، وَلاَ خُنْتُ، وَلاَ وَهَنْتُ، وَايْمُ اللهِ، لَأَبْقُرَنَّ الباطل
بقهر أهله، فأنتزع الحق من أيدي المبطلين.">(5) الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ!
قال السيد الشريف الرضي: وقد تقدم مختار هذه الخطبة، إلاّ أنني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة ونقصان، فأوجبت الحال إثباتها ثانية.

الهوامش

1- يَحْسِرُ الحَسَيرُ: من «حَسَرَ البعيرُ» ـ كَضَرَبَ ـ إذا أعيا وكَلّ.
2- الكَسِير: المكسور، وهو هنا الذي ضعف اعتقاده أو كلّتْ عزيمته فتراخى في السير على سبيل المؤمنين.
3- استدارت رَحاهم: كناية عن وفرة أرزاقهم، فإن الرّحَى إنما تدور على ما تطحنه من الحَبّ. والرّحَى: رحى الحرب يطحنون بها.
4- القَناة: الرمح. واستقامتها كناية عن صحة الأحوال وصلاحها.
5- «لابقُرَنّ الباطلَ»: من البَقْر ـ وهو الشق ـ والمراد: لاشُقّن جَوْفَ الباطل بقهر أهله، فأنتزع الحق من أيدي المبطلين.



الفهرسة