|
الخطبة ١٨٩: في الايمان ووجوب الهجرة |
البحث
الرقم: 190
المشاهدات: 3985
قائمة المحتويات
ومن خطبة له عليه السلام في الايمان ووجوب الهجرة
أقسام الايمان فَمِنَ الْإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِي الْقُلُوبِ، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِىَ (1) بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالصُّدورِ، (إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ)، فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتّى يَحْضُرَهُ الْمَوْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حدُّ الْبَرَاءَةِ. وجوب الهجرة وَالْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَى حَدِّهَا الْأَوَّلِ (2)، مَا كَانَ لِلَّهِ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ (3) الْأُمَّةِ (4) وَمُعْلِنِهَا، لاَ يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَى أَحَدٍ إلاَّ بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ في الْأَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَأَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَلاَ يَقَعُ اسْمُ الْإِسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ وَوَعَاهَا قَلْبُهُ.
صعوبة الايمان إِنَّ أَمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لاَ يَحْتَمِلُهُ إِلاَّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، وَلاَ يَعِي حَدِيثَنَا إِلاَّ صُدُورٌ أَمِينَةٌ، وَأَحْلاَمٌ (5) رَزِينَةٌ.
علم الوصي أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني، فَلَأَنَا بِطُرُقِ السَّماءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ الْأَرْضِ، قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا (6) فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا (7) وَتَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِهَا.
الهوامش
1- عَوَاري: جمع عارية، والكلام كناية عن كونه زعماً بغير فهم.
2- «على حدها الأول»: أي لم يزل حكمها الوجوب على من بلغته دعوة الإسلام ورضي الإسلام ديناً.
4- الأُمّة ـ بضم الهمزة ـ: الطاعة، وبكسرها: الحالة.
6- شَغَرَ بِرِجْله: رفعها، ثم الجملة كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها، من قولهم: بلدة شاغرة برجلها أي معرّضة للغارة لا تمتنع عنها.
7- تَطأ في خطامها: أي تتعثر فيه، كناية عن إرسالها وطيشها وعدم قائد لها.
|
|