محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عمروبن شمر قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول ـ في حديث ـ: إن قوما أفرغت عليهم النعمة، وهم أهل الثرثار (1)، فعمدوا إلى مخ الحنطة، فجعلوه خبزا هجاء (2)، وجعلوا ينجون به صبيانهم، حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم، قال: فمر بهم رجل صالح على امرأة، وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال: ويحكم، اتقوا الله عزوجل، لا تغيّروا ما بكم من نعمة، فقالت: كأنك تخوفنا بالجوع، أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع، قال: فأسف (3) الله عز وجل، وأضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، قال: فاحتاجوا إلى ذلك الجبل، فإنه كان ليقسم بينهم بالميزان. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، مثله (4). وعن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن عمرو بن شمر، نحوه، إلا أنه قال: جعلوا من طعامهم شبه السبائك، ينجون بها صبيانهم (5).
المصادر
الكافي 6: 301|1 وأورده بتمامه في الحديث 1 من الباب 78 من أبواب آداب المائدة.
الهوامش
1- الثرثار: واد عظيم في العراق بين سنجار وتكريت يصب في دجلة. ويقال أن السفن كانت تجري فيه (معجم البلدان 2: 75).
2- قوله: «فجعلوه خبزا هجاء» أطبقت نسخ الكافي على ضبط هذه اللفظة هكذا، وقال المجلسي (ره) في شرح هذا الحديث: قوله «هجاء» أي صالحا لرفع الجوع أو فعلوا ذلك محقا.انتهى. أقول لم أظفر في كتب اللغة على ما يلائم هذا المعنى ثم قال: ولا يبعد أن يكون هجانا بالنون أي خيارا وتمثل بقول أمير المؤمنين «عليه السلام» «هذا جناي وهجانه علي». انتهى.وأورد الطريحي (ره) في مجمع البحرين هذا الحديث في ن ج أ وضبط هذه اللفظة منجا اسم الالة من نجا وقال (ره): قوله منجا بالميم المكسورة والنون والجيم بعدها ألف آلة يستنجى بها وقوله ينجون به صبيانهم تفسير لذلك. انتهى ولعله الأصح كما هو الظاهر والنجو الغائط يقال أنجى أي حدث وينجون بمعنى يستنجون والله أعلم (فضل الله الإلهي) كذا في هامش مطبوع الكافي.وجاء في هامش الأصل هجاء: أي قطعا ومنه حروف الهجاء أي التقطيع (منه قده).