محمد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان المسيح (عليه السلام) يقول: لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون.
وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عمن رواه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
وبإلاسناد الآتي (1) عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في رسالته إلى أصحابه ـ قال: فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير ـ إلى أن قال: ـ وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه، وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع إليه، والرغبة فيما عنده من الخير الذي لايقدر قدره ولايبلغ كنهه أحد، فأشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها.
محمد بن علي بن الحسين قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه ثم قال: ياهذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك، فتكلم بما يعنيك ودع مالايعنيك. ورواه في (المجالس) عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن هارون (1)، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) مثله (2).
المصادر
الفقيه 4: 282 | 837.
الهوامش
1- في الأمالي زيادة: عن عبيد الله بن موسى الروياني.
قال: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وصمته تفكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره. ورواه في (المجالس) عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) (1). ورواه ايضا عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) (2). ورواه في (ثواب الأعمال) وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن (3). ورواه في (معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى (4). ورواه البرقي في (المحاسن) مرسلا (5).
الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن محمد بن سنان، عن جعفر بن إبراهيم قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من ماز (1) موضع كلامه من عقله قل كلامه فيما لا يعنيه.
وعن محمد بن سنان، عن أبي رجاء (1)، عن الزيدي، عن أبي أراكه قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا من المنطق، وإنهم لفصحاء ألبّاء نبلاء، يستبقون إليه بالأعمال الزاكية، لايستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل، يرون أنفسهم أنهم شرار، وإنهم لأكياس (2) الأبرار.
وعن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الكلام ثلاثة: فرابح وسالم وشاحب (1)، فأما الرابح فالذي يذكر الله، وأما السالم فالذي يقول: احب الله، وأما الشاحب فالذي يخوض في الناس.
المصادر
الزهد: 7 | 11.
الهوامش
1- في المصدر: وشاحب... واما الشاجب.والشاجب: الهالك والناطق الخنا المعين على الظلم (مجمع البحرين ـ شجب ـ 2: 86).