محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمن حدثه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول لولده: اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير أما علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صدّيقاً، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا.
وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده. ورواه البرقي في (المحاسن) عن الأصبغ بن نباتة مثله (1).
محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي (عليه السلام) قال، لا يصلح من الكذب جد ولا هزل، ولا أن يعد احدكم صبيه ثم لا يفي له، إن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وما يزال احدكم يكذب حتى يقال كذب وفجر وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقي (1) موضع إبرة صدق فيسمى عند الله كذابا.
محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار) بإسناده الآتي عن أبي ذر (1)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) ـ في وصيته له ـ قال: يا أبا ذر من ملك ما بين فخذيه وما بين لحييه دخل الجنة، قلت (2): وإنا لنؤاخذ بما تنطق به ألسنتنا؟ فقال (3): وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك، يا أباذر إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله عزّ وجّل فيكتب له بها رضوانه يوم القيامة (4)، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوى في جهنم ما بين السماء والأرض، يا أباذر، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له، ويل له، ويل له، يا أباذر من صمت نجى، فعليك بالصمت، ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا، قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمداً؟ قال: الاستغفار وصلوات الخمس تغسل ذلك.