محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الكبائر كم هي؟ وما هي؟ فكتب: الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا، والسبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.
وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثني أبو جعفر الثاني (عليه السلام) قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد على أبي عبدالله (عليه السلام) فلما سلم وجلس تلا هذه الآية: (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش) (1) ثم أمسك، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) ما أسكتك؟ قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزّ وجلّ، فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الاشراك بالله يقول الله: (من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) (2) وبعده الاياس من روح الله لان الله عزّ وجلّ يقول: (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (3) ثم الامن من مكر الله لان الله عزّ وجلّ يقول: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) (4) ومنها عقوق الوالدين لان الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لان الله عزّ وجلّ يقول: (فجزاؤه جهنم خالدا فيها) (5) إلى آخر الاية، وقذف المحصنة لان الله عز وجل يقول: (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) (6) وأكل مال اليتيم لان الله عزّ وجلّ يقول: (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (7) والفرار من الزحف لان الله عزّ وجلّ يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (8) وأكل الربا لان الله عزّ وجلّ يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) (9) والسحر لان الله عزّ وجلّ يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) (10) والزنا لان الله عزّ وجلّ يقول: (ومن يفعل ذلك يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) (11) واليمين الغموس الفاجرة لان الله عز وجل يقول: (ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة) (12) والغلول لان الله عزّ وجلّ يقول: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) (13) ومنع الزكاة المفروضة لان الله عزّ وجلّ يقول: (فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) (14) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عزّ وجلّ يقول: (ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه) (15) وشرب الخمر لان الله عزّ وجلّ نهى عنها كما نهى عن عبادة الاوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عزّ وجلّ لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من ترك الصلاة متعمدا (16) فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله عزّ وجلّ يقول: (لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (17) قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم. ورواه الصدوق بإسناده عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني نحوه (18). وكذا رواه الطبرسي في (مجمع البيان) (19). ورواه في (عيون الاخبار) وفي (العلل) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله نحوه (20).
المصادر
الكافي 2: 217 | 24.
الهوامش
1- الشورى 42: 37.
2- المائدة 5: 72.
3- يوسف 12: 87.
4- الاعراف 7: 99.
5- النساء 4: 93.
6- النور 24: 23.
7- النساء 4: 10.
8- الانفال 8: 16.
9- البقرة 2: 275.
10- البقرة 2: 102.
11- الفرقان 25: 68، 69.
12- آل عمران 3: 77.
13- آل عمران 3: 161.
14- التوبة 9: 35.
15- البقرة 2: 283.
16- في عيون الاخبار زيادة: من غير علة (هامش المخطوط).
وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، رفعه عن محمد بن داود الغنوي، عن الاصبغ بن نباته قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) صدقت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: والدليل كتاب الله ـ وذكر الحديث إلى أن قال: ـ وقد تأتي عليه حالات فيهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة ويزين له روح الشهوة، وتقوده روح البدن حتى يواقع الخطيئة فاذا لامسها نقص من الايمان وتفصى (1) منه فليس يعود فيه حتى يتوب، فاذا تاب تاب الله عليه، وان عاد أدخله نار جهنم.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الكبائر؟ فقال: هن في كتاب علي (عليه السلام) سبع: الكفر بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة، وأكل مال اليتيم ظلما، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، قال: فقلت: هذا أكبر المعاصي؟ فقال: نعم، قلت: فأكل الدرهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصلاة؟ قال: ترك الصلاة، قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر، قال: أي شيء أول ما قلت لك؟ قلت: الكفر، قال: فإنّ تارك الصلاة كافر ـ يعني من غير علة ـ.
المصادر
الكافي 2: 212 | 8، واورد ذيله في الحديث 4 من الباب 11 من ابواب اعداد الفرائض.
وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في القنوت في الوتر ـ إلى أن قال: ـ واستغفر لذنبك العظيم، ثم قال: كل ذنب عظيم. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (1).
المصادر
الكافي 3: 450 | 31، واورده بتمامه في الحديث 2 من الباب 9 من ابواب القنوت.
وعنه عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الكبائر سبع: قتل المؤمن متعمدا، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، وكل ما أوجب الله عليه النار.
وعن يونس، عن حماد، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من زنى خرج من الايمان، ومن شرب الخمر خرج من الايمان، ومن افطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الايمان.
وعنه، عن محمد بن عبدة قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): لا يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال: لا، إذا كان على بطنها سلب الايمان، فاذا قام رد اليه، فاذا عاد سلب، قلت: فإنّه يريد أن يعود، فقال: ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود اليه أبدا. وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقال له محمد بن عبدة وذكر نحوه (1).
المصادر
الكافي 2: 212 | 6، واورده بإلاسناد الثاني عن عقاب الاعمال في الحديث 17 من الباب 1 من ابواب النكاح المحرم.
وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) (1) فقال: الفواحش: الزنا والسرقة، واللمم: الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه... الحديث.
المصادر
الكافي 2: 212 | 7، واورد نحوه في الحديث 3 من الباب 89 من هذه الابواب.
وبإسناده عن يونس، عن داود قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان؟ قال: فقال: هو مثل قول الله عزّ وجلّ: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) (1) ثم قال: غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عزّ وجلّ: (أيدهم بروح منه) (2) هو الذي فارقه.
وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: الكبائر القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، والامن من مكر الله، وقتل النفس التي حرم الله، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار بعد الزحف... الحديث.
المصادر
الكافي 2: 213 | 10، واورد ذيله في الحديث 11 من الباب 2 من ابواب مقدمة العبادات.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام) في قول رسول الله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله: (وأيدهم بروح منه) (1) ذاك الذي يفارقه.
المصادر
الكافي 2: 213 | 11، واورده عن المحاسن وعقاب الاعمال في الحديث 19 من الباب 1 من ابواب النكاح المحرم.
وعن علي، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يسلب منه روح الايمان ما دام على بطنها، فاذا نزل عاد الايمان، قال قلت: أرأيت إن همّ؟ قال: لا، أرأيت ان هم أن يسرق أتقطع يده؟!
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبائر سبعة، منها قتل النفس متعمدا، والشرك بالله العظيم، وقذف المحصنة، وأكل الربا بعد البينة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم ظلما، قال: والتعرب والشرك واحد.
وعن علي عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال: قلت لابي الحسن موسى (عليه السلام): الكبائر تخرج من الايمان؟ فقال: نعم وما دون الكبائر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق هو مؤمن.
وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن الزيات، عن عبيد بن زرارة ـ في حديث ـ ان أبا جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لايزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن.
المصادر
الكافي 2: 216 | 22، واورد مثله عن قرب الإسناد في الحديث 4 من الباب 1 من ابواب حد السرقة.
محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن محمد بن المفضل، عن الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن عبدالله بن أبي يعفور ومعلى بن خنيس، عن أبي الصامت، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أكبر الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وانكار ما أنزل الله عزّ وجلّ... الحديث.
المصادر
التهذيب 4: 149 | 417، واورده في الحديث 4 من الباب 2 من ابواب الانفال.
علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: سألته عن الكبائر التي قال الله عزّ وجلّ: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) (1)؟ قال: التي أوجب الله عليها النار.
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ان الكبائر سبع فينا انزلت، ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وانكار حقنا... الحديث. ورواه في (الخصال) وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن محمد بن عبدالله، عن علي بن حسان (1). ورواه المفيد في (المقنعة) مرسلا (2).
المصادر
الفقيه 3: 366 | 1745.
الهوامش
1- الخصال: 363 | 56، وعلل الشرائع: 392 | 2 الا ان فيه عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: ان الكبائر سبع، وترك التكملة وورد في 474 | 1 عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن ابي عبدالله (عليه السلام) وذكر تمام الحديث.
وفي (العلل) و (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أيوب بن نوح وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) الكبائر خمسة: الشرك، وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة.
وفي (عقاب الاعمال) وفي (العلل) وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبيد بن زرارة قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): أخبرني عن الكبائر، فقال: هن خمس، وهن مما أوجب الله عليهن النار، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) (1) وقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (2) وقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار) (3) إلى آخر الآية وقال عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) (4) إلى آخر الآية، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات، وقتل مؤمن متعمدا على دينه.
وفي (العلل) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن محمّد بن عليّ، عن آبائه، عن الصادق (عليهم السلام) قال: عقوق الوالدين من الكبائر لان الله جعل العاق عصيا شقيا.
وفي (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر الحلبي، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (1) قال: من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته وادخله مدخلا كريما، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، واكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، واكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.
وفي (عيون الاخبار) بأسانيده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في كتابه إلى المأمون قال: الايمان هو اداء الامانة، واجتناب جميع الكبائر، وهو معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالاركان ـ إلى أن قال: ـ واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله تعالى، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، واكل مال اليتيم ظلما، واكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به من غير ضرورة، واكل الربا بعد البينة، والسحت، والميسر وهو القمار، والبخس في المكيال والميزان، وقذف المحصنات، والزنا (1)، واللواط، واليأس من روح الله، والامن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، ومعونة الظالمين، والركون إليهم، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير عسر، والكذب والكبر، والاسراف، والتبذير، والخيانة، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لاولياء الله، والاشتغال بالملاهي، والاصرار على الذنوب. ورواه ابن شعبة في (تحف العقول) مرسلا نحوه (2).
وفي (الخصال) عن محمد بن الحسين الديلمي، عن محمد بن يعقوب الاصم، عن الربيع بن سليمان، عن عبدالله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وعن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن سليمان بن طريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ما لنا نشهد على من خالفنا بالكفر؟ وما لنا لا نشهد لانفسنا ولأصحابنا أنّهم في الجنة؟ فقال: من ضعفكم ان لم يكن فيكم شيء من الكبائر فاشهدوا أنكم في الجنة، قلت: فأي شيء الكبائر؟ قال: أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما، والربا بعد البينة، وقتل المؤمن، فقلت له: الزنا والسرقة؟ فقال: ليسا من ذلك. قال الصدوق: الاخبار في الكبائر ليست مختلفة، لان كل ذنب بعد الشرك كبير بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، وكل كبير صغير بالنسبة إلى الشرك بالله.
وبإسناده عن الاعمش، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال: والكبائر محرمة، وهي الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، وقذف المحصنات، وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة، وأكل السحت، والبخس في الميزان والمكيال والميسر، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والامن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، وترك معاونة المظلومين، والركون إلى الظالمين، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير عسر، واستعمال التكبر، والتجبر، والكذب، والإسراف والتبذير، والخيانة، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لاولياء الله، والملاهي التي تصد عن ذكر الله عزّ وجلّ مكروهة كالغناء وضرب الاوتار، والاصرار على صغائر الذنوب (1).
المصادر
الخصال: 610.
الهوامش
1- للشيخ بهاء الدين (رحمه الله) هنا كلام مستوفى في شرح الحديث الثلاثين من كتاب الاربعين، ويحتمل ان يكون لفظ الكبائر في الكتاب والسنة يطلق تارة على جميع الذنوب، وتارة على بعضها، بل هذا هو الظاهر، بل الذي ينبغي الجزم به، هو موافق لما نقله الطبرسي رحمه الله (منه. قده).
محمد بن علي الكراجكي في (كنز الفوائد) قال: قال (صلى الله عليه واله): الكبائر تسع أعظمهن الاشراك بالله عزّ وجلّ وقتل النفس المؤمنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام، والسحر، فمن لقي الله عزّ وجلّ وهو بريء منهن كان معي في جنة مصاريعها الذهب. ورواه الطبرسي في (مجمع البيان) مرسلا الا أنه قال: سبع وترك الاخيرتين (1).