محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري جميعا، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم، وإن الرجل ليبغضكم وما يعلم ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وابن فضال جميعاً، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لاخيه. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله (1).
وعنهم، عن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يحيى فيما أعلمه، عن عمرو بن مدرك، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه: أي عرى الايمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصوم، وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل ما قلتم فضل، وليس به، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله، وتوالي أولياء الله، والتبري من أعداء الله. ورواه البرقي في (المحاسن) بالإسناد المذكور مثله (1). ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يحيى، عن علي بن مروك، عن أبي عبدالله (عليه السلام) مثله (2).
وعن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبيعي، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له.
وبالإسناد الآتي (1) عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في وصيته لاصحابه ـ قال: أحبوا في الله من وصف صفتكم، وابغضوا في الله من خالفكم، وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم، ولا تبذلوها لمن يرغب عن صفتكم.
محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) و (عيون الاخبار) و (المجالس) و (صفات الشيعة) و (العلل) عن محمد بن القاسم الاسترابادي (1)، عن يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار (2)، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه (عليهم السلام)، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبدالله احبب في الله وابغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لن (3) تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت في الله، وعاديت في الله، ومن ولّي الله حتى أواليه، ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال: أترى هذا؟ قال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، وال ولي هذا ولو انه قاتل ابيك وولدك، وعاد عدوه هذا ولو انه أبوك أو ولدك.
وفي كتاب (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن الصلت (1)، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من حب الرجل دينه حبه لاخوانه.
المصادر
الخصال: 3 | 4.
الهوامش
1- جليل القدر ممدوح كما ذكره الصدوق في اول كتاب إكمال الدين. (منه. قده).
وفي (صفات الشيعة) عن محمد بن موسى بن المتوكل، (عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد) (1)، عن الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال، فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الامر فلم يعرف مؤمن من منافق.
وعن أبيه، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا، لانهم منا خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا ـ إلى أن قال: ـ من رد عليهم فقد رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لانهم عباد الله حقا، وأولياؤه صدقا، والله وإن احدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم لكرامته على الله عزّ وجلّ.
وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعدآبادى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السلام) قال: من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله، ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله، وحق على الله أن يدخله نار جهنم.
وفي (المجالس) و (صفات الشيعة) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن الحسين بن زيد (1)، محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل (2)، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من أحب كافرا فقد أبغض الله، ومن أبغض كافرا فقد أحب الله، ثم قال (عليه السلام): صديق عدو الله عدو الله.
المصادر
امالي الصدوق: 484 | 8، وصفات الشيعة: 9 | 15.
الهوامش
1- في الامالي: الحسين بن زيد.
2- ورد السند في صفات الشيعة هكذا: ابي، عن العلاء بن الفضيل، عن ابي عبدالله (عليه السلام).
وفي (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أحبنا وأبغض عدونا في الله من غير ترة وترها إياه في شيء من الدنيا ثم مات على ذلك فلقي الله وعليه مثل زبد البحر ذنوبا غفرها الله له.
وعن أبيه، عن سعد (1)، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من فضل الرجل عند الله محبته لاخوانه، ومن عرفه الله محبة اخوانه أحبه الله، ومن أحبه الله وفاه أجره يوم القيامة.
وعن أبيه، عن علي بن الحسين الكوفي (1)، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ان الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب يقول: لولا الذين يتحابون في، ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالاسحار لولاهم لانزلت عليهم عذابي.
المصادر
ثواب الاعمال: 211 | 1، واورده في الحديث 3 من الباب 8 من ابواب احكام المساجد.
وفي (عيون الاخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) ـ في كتابه إلى المأمون ـ قال: وحب أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله، والبراءة منهم ومن أئمتهم. وفي (الخصال) بإسناده عن الأعمش، عن الصادق (عليه السلام) ـ في حديث شرائع الدين ـ نحوه (1).
وفي (عيون الاخبار) عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: إنما وضع الاخبار عنا في الجبر والتشبيه الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن ردهم فقد قبلنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن أحسن اليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء اليهم فقد أحسن الينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا.
محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (جامع البزنطي) عن أبي جعفر وأبي الحسن (عليهما السلام) لا لوم على من أحب قومه وإن كانوا كفارا، قال: فقلت له: فقول الله: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله) (1) فقال: ليس حيث تذهب إنه يبغضه في الله ولا يواده ويأكله ولا يطعمه غيره من الناس.
الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن القاسم بن سهل بن الوكيل (1)، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري، عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن عمرو بن شمر، عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين (عليه السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: إني وجدت في كتب أبي أن عليا (عليه السلام) قال لابي: يا ميثم احبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) (2) ثم التفت إلي وقال: هم والله أنت وشيعتك، وميعادك وميعادهم الحوض غدا، غرا محجلين متوجين، فقال: أبو جعفر (عليه السلام): هكذا هو عندنا في كتاب علي (عليه السلام).
المصادر
امالي الطوسي 2: 20، واورده عن الارشاد في الحديث 12 من الباب 15 من هذه الابواب.
الهوامش
1- في المصدر: أبوالقاسم بن شبل بن اسد الوكيل وفي نسخة مصححة منه: أبوالقاسم علي بن شبل بن اسد الوكيل.