محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم بن أبي سلمة أبي أبي عبدالله (عليه السلام) قال: حضر رجلا الموت، فقيل: يا رسول الله، إن فلانا قد حضره الموت، فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه ناس من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه، قال: فقال: يا ملك الموت، كف عن الرجل حتى أسائله فافاق الرجل: فقال النبي (صلى الله عليه واله): ما رأيت؟ قال: رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا، قال: فايهما كان أقرب إليك (1)؟ فقال: السواد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قل: اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل مني اليسيرمن طاعتك، فقاله، ثم أغمي عليه، فقال: يا ملك الموت، خفف عنه حتى أسائله فأفاق الرجل، فقال: ما رأيت؟ قال رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا، قال: فأيهما أقرب إليك؟ فقال: البياض، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): غفر الله لصاحبكم، قال: فقال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا حضرتم ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله.
محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آخر خطبة خطبها: من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: وأن السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإن الشهر لكثير (1)، ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: وإن يوما (2) لكثير، من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وإن الساعة لكثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ تاب الله عليه.
المصادر
الفقيه 1: 79 | 354، وأورد قطعة منه في الحديث 8 من الباب 36 من هذه الابواب وأورده بتمامه عن الفقيه وثواب الأعمال والزهد في الحديث 6 من الباب 93 من أبواب جهاد النفس.
الهوامش
1- في المصدر بعد قوله لكثيرهكذا: من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه، ثم قال إن الجمعة لكثيرة.
قال: وقال الصادق (عليه السلام): اعتقل لسان رجل من أهل المدينة (1) فدخل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له: قل: لا إله إلا الله، فلم يقدر عليه، فأعاد عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يقدر عليه، وعند رأس الرجل امرأة فقال لها: هل لهذا الرجل أم؟ قالت: نعم يا رسول الله، أنا أمه، فقال لها: أفراضية أنت عنه أم لا؟ فقالت: [لا] (2) بل ساخطة، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإني أحب أن ترضي عنه، فقالت: قد رضيت عنه لرضاك يا رسول الله، فقال له: قل: لا إله إلا الله، فقال: لا إله إلا الله، فقال [له] (3): قل: يامن يقبل اليسير، ويعفو عن الكثير أقبل مني اليسير، واعف عني الكثير إنك أنت العفو الغفور، فقالها، فقال له: ماذا ترى؟ فقال: أرى أسودين قد دخلا علي، فقال: أعدها، فأعادها، فقال: ما ترى؟ فقال: قد تباعدا عني، ودخل أبيضان، وخرج الأسودان فما أراهما، ودنا الأبيضان مني الان يأخذان بنفسي، فمات من ساعته.
المصادر
الفقيه 1: 78 | 350.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي مات فيه.