محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): اكرموا الخبز، فانه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الارض، والارض وما فيها من كثير من خلقها ـ إلى ان قال ـ انه كان نبي قبلكم يقال له: دانيل (1)، وانه اعطى صاحب معبر رغيفا ليعبر به، فرمى صاحب المعبر بالرغيف، وقال: ما اصنع بالخبز، هذا الخبز عندنا قد يداس بالارجل، فلما رأى ذلك دانيل، رفع يده إلى السماء، وثم قال: اللهم اكرم الخبز، فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال، قال: فاوحى الله إلى القطر أن احتبس، واوحى إلى الارض: ان كوني طبقا كالفخار، قال: فلم تمطر حتى بلغ من امرهم ان بعضهم اكل بعضا، فلما بلغ منهم ما اراد الله من ذلك، قالت امرأة لاخرى ولهما ولدان: يا فلانة تعالي حتى نأكل اليوم انا وانت ولدي، فاذا جعنا اكلنا ولدك، قالت لها. نعم فأكلتاه، فلما جاعتا من بعد، راودت الاخرى على ولدها، فامتنعت عليها، فقالت لها: نبي الله بيني وبينك، فاختصمتا إلى دانيل، فقال لهما: وقد بلغ الامر إلى ما ارى؟ قالتا له: نعم (2) واشد، فرفع يده إلى السماء، وقال: اللهم عد علينا بفضل رحمتك، ولا تعاقب الاطفال ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وضربائه، قال: فامر الله إلى السماء: ان امطري على الارض، وامر الارض: ان انبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك، فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير.
المصادر
الكافي 6: 302 | 2.
الهوامش
1- في نسخة: دانيال (هامش المخطوط)، وكذلك المصدر في جميع المواضع.
أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن جعفر (1)، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)، قال: اكرموا الخبز، فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الارض وما بينهما.
وعن محمد بن علي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صاحب لنا (1) يكون على سطحه الحنطة والشعير، فيطؤونه يصلون (2) عليه، قال: فغضب، ثم قال: لو لا أني ارى انه من اصحابنا للعنته. وعن أبيه، عن محمد بن سنان، عن أبي عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (3)، وزاد فيه: اما يستطيع ان يتخذ لنفسه مصلى يصلي فيه؟! ثم قال: ان قوما وسع الله عليهم في ارزاقهم حتى طغوا، فاستخشنوا الحجارة، فعمدوا إلى النقي (4)، فصنعوا منه كهيئة الافهار (5)، فجعلوه في مذاهبهم (6)، فأخذهم الله بالسنين، فعمدوا إلى اطعمتهم، فجعلوها في الخزائن، فبعث الله على خزائنهم ما افسده، حتى احتاجوا إلى ما كانوا يستنظفون (7) به في مذاهبهم، فجعلوا يغسلونه، ويأكلونه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد دخلت على أبي العباس، وقد اخذ القوم المجلس، فمد يده اليّ والسفرة بين يديه موضوعة، فأخذ بيدي، فذهبت لأخطو اليه، فوقعت رجلي على طرف السفرة، فدخلني من ذلك ما شاء الله ان يدخلني، ان الله يقول: (ان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) (8) قوما والله يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويذكرون الله كثيرا
المصادر
المحاسن: 588 | 88، اورد صدره في الحديث 7 من الباب 40 من ابواب مكان المصلي.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: فلاح.
2- في المصدر: ويصلون.
3- المحاسن: 588 | ذيل 88، وفيه: عن عيينة والظاهر ان ما في المتن هو الصواب لموافقته للبحار 80: 204 | 12 وقد استظهر في معجم رجال الحديث 21: 268 اتحادهما.
4- النقي: دقيق الحنطة المنخول (مجمع البحرين 1: 420)
5- الافهار: جمع فهر وهو الحجر ملء الكف (الصحاح 2: 784).
6- المذهب: المتوضأ، او بيت الخلاء. (القاموس المحيط 1: 70).
7- في المصدر: يستطيبون، الاستطابة: الاستنجاء. (الصحاح 1: 173).
العياشي في (تفسيره)، عن حفص بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان قوما في بني اسرائيل كان يؤتى لهم من طعامهم، حتى جعلوا منه تماثيل يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل ينقونها، ويأكلونها وهو قول الله عزوجل: (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) (1) الاية.
وعن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان أبي يكره ان يمسح يده بالمنديل، وفيها شيء من الطعام تعظيما له، الا ان يمصها، او يكون إلى جانبه صبيّ فيمصها له، قال: واني اجد اليسير يقع من الخوان، فآخذه (1)، فيضحك الخادم، ثم قال: ان اهل قريه ممن كان قبلكم، كان الله قد اوسع عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شيء من هذا النقي، فجعلناه نستنجي به، كان ألين علينا من الحجارة، قال: فلما فعلوا ذلك بعث الله على ارضهم دوابا اصغر من الجراد، فلم تدع لهم شيئا الا اكلته، فبلغ بهم الجهد إلى ان اقبلوا على الذي كانوا يستنجون به، فأكلوه، وهي القرية التي قال الله: (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) إلى قوله: (بما كانوا يصنعون) (2).
المصادر
تفسير العياشى 2: 273 | 79، اورد صدره عن الكافي والمحاسن في الحديث 1 من الباب 53، وقطعة عن المحاسن في الحديث 8 من الباب 76 من هذه الابواب وقطعة عن الكافي في الحديث 3 من الباب 131 من ابواب الاطعمة المباحة.