أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمد بن سنان جميعا، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا ينخل له الدقيق، ويقول: لا تزال هذه الامة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم، ويطعموا اطعمة العجم، فاذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل.
المصادر
المحاسن: 440 | 299، اورده في الحديث 4 من الباب 14 من ابواب احكام الملابس.
وعن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه، قال: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) مسجد قبا، فأتي باناء فيه لبن حليب مخيض بعسل، فشرب منه حسوة او حسوتين، ثم وضعه، فقيل: يا رسول الله اتدعه محرما؟ فقال: اللهم إني اتركه تواضعا لله.
وعن محمد بن علي، عن ارطاة بن حبيب، عن أبي داود، عن عبد الله بن شريك، عن حبة العرني، قال: أتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخوان فالوذج، فوضع بين يديه، فنظر إلى صفائه وحسنه، فوجا باصبعه فيه حتى بلغ اسفله، ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا، تلمظ اصبعه وقال: ان الحلال طيب وما هو بحرام، ولكني اكره ان اعود نفسي ما لم اعوّدها، ارفعوه عني، فرفعوه.
وعنه، عن سفيان عن الصباح الحذاء، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة في نفر من اصحابه، اذ أهدي اليه طشت خوان فالوذج، فقال لاصحابه: مدوا ايديكم، فمدوا ايديهم، ومد يده، ثم قبضها، وقال: اني ذكرت ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يأكله، فكرهت اكله.
وعن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن بزيع ابن عمرو بن بزيع، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء، مكتوب في وسطها بصفرة (قل هو الله احد) فقال: ادن يا بزيع! فدنوت، فاكلت معه، ثم حسا من الماء ثلات حسوات حين (1) لم يبق من الخبز شيء، ثم ناولني فحسوت البقية.
وعن يعقوب بن يزيد، عمن ذكره، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن الثمالي قال: لما دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) دعا بنمرقة، فطرحت، فقعدت عليها، ثم اتيت بمائدة لم ارمثلها قط، فقال لي: كل، فقلت: مالك لا تأكل؟ فقال: اني صائم، فلما كان الليل أُتي بخل وزيت، فافطر عليه، ولم يؤت بشيء من الطعام الذي قرب إلي.
الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فوجدته جالسا وبين يديه اناء فيه لبن، اجد ريح حموضته، وفي يده رغيف، ارى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده، ويطرحه فيه، فقال: ادن فاصب من طعامنا، فقلت: اني صائم، فقال (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقا على الله ان يطعمه من طعام الجنة، ويسقيه من شرابها، قال: قلت لفضة، وهي قريبة منه قائمة: ويحك يا فضة! ألا تتقين الله في هذا الشيخ بنخل هذا الطعام من النخالة التي فيه؟ قالت: قد تقدم الينا ان لا ننخل له طعاما، قال: ما قلت لها؟ فاخبرته، فقال: بابي وامي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة ايام حتى قبضه الله، قال: وكان (عليه السلام) يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه، فقيل له في ذلك، فقال: اخاف هذين الولدين ان يجعلا فيه شيئا من زيت او سمن.