محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: قلت لأمير المؤمنين (عليه السلام): إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن، وأحاديث عن نبي الله (صلى الله عليه وآله) غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن، وأحاديث عن نبي الله (صلى الله عليه وآله) أنتم تخالفونهم فيها، وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل عليّ ثم قال: قد سألت فافهم الجواب: أن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عهده، حتى قام خطيباً، وقال: أيها الناس! قد كثرت عليّ الكذابة، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوء مقعده من النار. ثم كذب عليه من بعده وإنما أتاكم الحديث من أربعة، ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر الايمان، متصنع بالاسلام، لا يتأثّم، ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ إلى أن قال: ـ ورجل سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً، لم يحمله على وجهه، ووهم فيه، ولم يتعمد كذبا، فهو في يده، يقول به، ويعمل به، ويرويه، فيقول: أنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلو علم المسلمون أنه وهم لرفضوه، ولو علم هوأنه وهم لرفضه، ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا أمر به ثم نهى عنه، وهو لا يعلم: أو نهى عنه، ثم أمر به، وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه، ولم يحفظ الناسخ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم الناس إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه، وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مبغض للكذب خوفا من الله، وتعظيما لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، لم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمعه، لم يزد فيه، ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ، ورفض المنسوخ، فان أمر النبي (صلى الله عليه وآله) مثل القرآن، منه ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه. وقد كان يكون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام له وجهان، وكلام عام، وكلام خاص مثل القرآن ـ إلى أن قال: ـ فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليّ، فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها، ودعا الله لي أن يعطيني فهما وحفظا، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه عليّ وكتبته. الحديث. ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا (1). ورواه الطبرسي في (الاحتجاج) كذلك (2). ورواه سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن علي (عليه السلام) نحوه (3).
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان ابن عيسى، عن أبي أيوب الخرّاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما بال أقوام يروون عن فلان وفلان، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يتهمون بالكذب، فيجيء منكم خلافه؟ فقال: إن الحديث ينسخ كما ينسخ، القرآن.
وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: قلت: أخبرني عن أصحاب محمد صدقوا على محمد (صلى الله عليه وآله)، أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قلت: فما بالهم اختلفوا؟ قال: إن الرجل كان يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيسأله المسألة، فيجيبه فيها بالجواب، ثم يجيئه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب، فنسخت الاحاديث بعضها بعضا.
وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مهزم، وعن بعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق الكاهلي، وعن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد جميعا، عن مهزم الأسدي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا المدينة، وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة إلا من قبل الباب.