محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه ـ إلى أن قال: ـ وقلت للناس: أليس (1) تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كان الحجة لله على خلقه؟ قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن، فاذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم، فما قال فيه من شيء كان حقا ـ الى أن قال: ـ فأشهد أن عليا (عليه السلام) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن ما قال في القرآن فهو حق، فقال: رحمك الله. ورواه الصدوق في (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى (2). ورواه الكشي في كتاب (الرجال) عن جعفر بن أحمد (3) بن أيوب، عن صفوان بن يحيى مثله (4).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس ابن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام، ثم ذكر حديث مناظرته مع هشام بن الحكم ـ إلى أن قال: ـ فقال هشام: فبعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحجة؟ قال: الكتاب والسنة، قال هشام: فهل ينفعنا (1) الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي: نعم، قال هشام: فَلِمَ اختلفت أنا وأنت، وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟ فسكت الشامي، فقال أبو عبدالله (عليه السلام): ما لك لا تتكلم؟ فقال: إن قلت: لم يختلف (2) كذبت، وإن قلت (3): الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أحلت (4)، لأنهما يحتملان الوجوه ـ إلى أن قال الشامي: ـ والساعة من (الحجّة) (5)؟ فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء. الحديث. وفيه أن الصادق (عليه السلام) أثنى على هشام.
وعن محمد بن أبي عبدالله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): وذكر الحديث، وفيه أن رجلا سأل أباه عن مسائل، فكان مما أجابه به أن قال: قل لهم: هل كان فيما أظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من علم الله اختلاف؟ فإن قالوا: لا، فقل لهم: فمن حكم بحكم فيه اختلاف، فهل خالف رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقولون: نعم، فأن قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فان قالوا: من (1) ذاك؟ فقل: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صاحب ذاك ـ إلى أن قال: ـ وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يستخلف (2) أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى، لو وجدوا له مفسراً، قال: وما فسره رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: بلى، قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن ذلك الرجل، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ إلى أن قال: ـ والمحكم ليس بشيئين إنما هو شيء واحد، فمن حكم بحكم ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عز وجل، ومن حكم بحكم فيه اختلاف فرأى أنه مصيب، فقد حكم بحكم الطاغوت.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: إن الله طهرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، (والقرآن) (1) معنا، لا نفارقه، ولا يفارقنا (2).
المصادر
الكافي 1: 147 | 5.
الهوامش
1- في المصدر: وجعل القرآن.
2- قوله: لا نفارقه ولا يفارقنا، وجهه انهم لا يخالفونه ولا يعلم غيرهم تفسيره بل ولا تنزيله كله كما ينبغي، ولو علم احد غيرهم جميع تنزيله وتأويله لفارقهم وفارقوه، «منه قده».
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيوب بن الحر، عن عمران ابن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.
وعن علي بن محمد، عن عبدالله بن علي، عن إبراهيم ابن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1) فرسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل الراسخين في العلم، قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزّل عليه شيئا (2) لا يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه. الحديث.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد ابن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: الراسخون في العلم: أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (من ولده) (1) (عليهم السلام).
وبهذا الاسناد عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ في قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1) قال: أمير المؤمنين: والأئمة (عليهم السلام).
وعن أحمد بن محمد (1)، عن محمد بن علي، عن حماد ابن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في هذه الاية: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (2) فأومى بيده إلى صدره.
وعنه، عن محمد بن علي، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (1) قال: هم الائمة (عليهم السلام).
وعنه، عن محمد بن علي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قرأ (1) أبو جعفر (عليه السلام) هذه الاية: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (2) ثم قال: أما والله، يا أبا محمد ما قال ما بين دفتي المصحف، قلت: ومَن هم جعلت فداك؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا.
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (1) قال: هم الائمة خاصة.
وعن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن القاسم بن ربيع، عن عبيد الله بن أبي هاشم الصيرفي، عن عمرو بن مصعب، عن سلمة بن محرز، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن من علم ما اويتنا تفسير القرآن، وأحكامه. الحديث.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال الذي عنده علم من الكتاب ـ إلى أن قال: ـ وعندنا ـ والله ـ علم الكتاب كله.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عمن ذكره جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن أُذينة، عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (1) قال: إيّانا عنى، وعلي أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد ابن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: علم الكتاب كله ـ والله ـ عندنا، علم الكتاب كله ـ والله ـ عندنا.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي وهب، عن محمد بن منصور، عن العبد الصالح (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: إن القرآن له ظهر وبطن.
وعن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن آدم بن إسحاق، عن عبد الرزاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمد بن سالم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إن اناسا تكلموا في القرآن بغير علم، وذلك إن الله يقول: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أمّ الكتاب واُخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) (1) الاية، فالمنسوخات من المتشابهات، (والناسخات من المحكمات) (2). الحديث.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح قال: والله لقد قال لي جعفر بن محمد (عليهما السلام): إن الله علّم نبيه (صلى الله عليه وآله) التنزيل والتأويل، فعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)، ثم قال: وعلّمنا والله. الحديث. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد مثله (1).
وعنه عن عبدالله بن جعفر، عن السياري، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه قال: ما من شيء تطلبونه إلا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان، أو غيره، عمن ذكره، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن القرآن والفرقان، (أهما شيء واحد) (1)؟ فقال: القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.
وعنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال أبي: ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد (1). ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) وفي (عقاب الأعمال) عن محمد ابن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد (2). قال الصدوق: سألت محمد بن الحسن عن معنى الحديث، فقال: هو أن يجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اخرى.
وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث احتجاجه على الصوفية، لما احتجوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد، قال: ألكم علم بناسخ القرآن و (1) ومنسوخه، ومحكمه و (2) متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل، وهلك من هلك من هذه الامة؟ قالوا: أو بعضه، فأما كله فلا، فقال لهم: فمن ههنا (3) اتيتم. وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ إلى أن قال: ـ فبئس ما ذهبتم إليه، وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله، وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، وردكم إياها لجهالتكم، وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير، (والناسخ، والمنسوخ) (4)، والمحكم، والمتشابه، والأمر، والنهي، ـ إلى أن قال: ـ دعوا عنكم ما اشتبه عليكم، مما لا علم لكم به، وردوا العلم إلى أهله تؤجروا، وتعذروا عند الله، وكونوا في طلب (5) ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابه، وما أحل الله فيه مما حرم، فانه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل، دعوا الجهالة لاهلها، فان أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله: (وفوق كل ذي علم عليم) (6).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح (1) قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض) (2) فقال: إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله، والراسخون في العلم من آل محمد ـ إلى ان قال: ـ ألم اقل لك ان لهذا تأويلا وتفسيرا، والقرآن ناسخ ومنسوخ.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر (عليه السلام): بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) (1): فان كنت تفسره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك ـ إلى أن قال أبو جعفر (عليه السلام): ـ ويحك يا قتادة! إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك، فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال، فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة! إنما يعرف القرآن من خوطب به.
المصادر
الكافي 8: 311 | 485.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: بعلم تفسره ام بجهل؟ قال: لا بعلم، فقال له ابو جعفر (عليه السلام).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن سعد ابن المنذر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له، قال: إن علم القرآن ليس يعلم ما هو إلا من ذاق طعمه، فعلم بالعلم جهله، وبصر به عماه، وسمع به صممه، وأدرك به (ما قد فات) (1)، وحيى به بعد إذ مات، فاطلبوا ذلك من عند أهله (وخاصته) (2)، فانهم خاصة نور يستضاء به، وأئمة يقتدى بهم، هم عيش العلم، وموت الجهل، وهم الذين يخبركم حلمهم (3) عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحق (4)، ولا يختلفون فيه.
وقد تقدم حديث عبيدة السلماني، عن علي (عليه السلام)، قال: اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون ـ إلى أن قال: ـ قالوا: فما نصنع بما قد خبرنا به في المصحف؟ فقال: يسأل عن ذلك علماء آل محمد (عليهم السلام).
محمد بن علي بن الحسين في (الأمالي) عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن محمد بن أحمد بن ثابت، عن محمد بن الحسن بن العباس الخزاعي، عن حسن بن حسين العرني، عن عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذكر خطبة يقول فيها: إن (1) عليا هو أخي، ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلغ عني (2)، إن استرشدتموه أرشدكم، وإن اتبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، إن الله أنزل عليّ القرآن، وهو الذي من خالفه ضل، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ هلك الحديث: ورواه الطبري في (بشارة المصطفى) بإسناده عن ابن بابويه مثله (3).
المصادر
امالي الصدوق 62 | 11.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: ابن عمي.
2- في المصدر زيادة: وهو امام المتقين وقائد الغر المحجلين.
وعن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، عن محمد بن ظهير، عن (محمد بن الحسن) (1) ابن أخي يونس البغدادي، عن محمد بن يعقوب النهشلي، عن الرضا، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جل جلاله، أنه قال: أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمدا (2)، فبعثته رسولا إلى خلقي، واخترت (3) له عليا فجعلته له أخا (4) ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي، ليبين لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي منه اوتى، الحديث. ورواه فرات بن إبراهيم في تفسيره نحوه (5).
المصادر
امالي الصدوق: 184 | 10.
الهوامش
1- في المصدر: محمد بن الحسين.
2- في المصدر زيادة: (صلى الله عليه واله وسلم) حبيبا وخليلا وصفياً.
3- في المصدر: واصطفيت.
4- في المصدر: ووصياً.
5- لم نعثر عليه في النسخة المطبوعة من تفسير فرات، وقد ذكره المصنف رحمه الله في كتاب الجواهر السنية: 224 نقلا عن كتاب عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 49 | 191.
وعن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمد البرمكي، عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه قال لابن الجهم: اتق الله، ولا تؤول كتاب الله برأيك، فان الله يقول: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1). ورواه في (عيون الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم المكتب، وعلي بن عبدالله الوراق، كلهم عن علي بن إبراهيم مثله (2).
وعن محمد بن أحمد السناني، عن محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن عبدالله بن أحمد، عن القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! أنت أخي، وأنا أخوك، وأنا المصطفى للنبوة، وأنت المجتبى للامامة، وأنا صاحب التنزيل، وأنت صاحب التأويل. الحديث.
وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عمرو بن مغلس، عن خلف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قوله تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب) (1) قال: ذاك وصي أخي سليمان بن داود، فقلت: يا رسول الله فقول الله عزّ وجلّ: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (2) قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.
وفي (الأمالي) و (عيون الأخبار) عن علي بن الحسين ابن شاذويه المؤدب، وجعفر بن محمد بن مسرور جميعا، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ أن المأمون سأل علماء العراق وخراسان عن قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (1) فقالت العلماء: أراد الله بذلك: الامة كلها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام): إنه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة ـ إلى أن قال: ـ فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم، قال المأمون: ومن العترة الطاهرة؟ فقال الرضا (عليه السلام): الذين وصفهم الله في كتابه فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2) وهم الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، انظروا كيف تخلفوني (3) فيهما، أيها الناس لا تعلّموهم، فانهم أعلم منكم ـ إلى أن قال: ـ فصارت وراثة الكتاب للمهتدين، دون الفاسقين.
وفي كتاب (التوحيد) عن جعفر بن علي القمي الفقيه، عن عبدان بن الفضل، عن محمد بن يعقوب بن محمد الجعفري، عن محمد بن أحمد بن شجاع الفرغاني، عن الحسن بن حماد العنبري (1)، عن إسماعيل بن عبد الخليل البرقي (2)، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام): إن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه، ولا تتكلموا فيه بغير علم، فاني سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. الحديث.
وفي (عيون الأخبار) بإسناده الاتي عن الفضل بن شاذان (1)، عن الرضا (عليه السلام): في كتابه إلى المأمون، قال: محض الاسلام شهادة ان لا إله إلا الله ـ إلى أن قال: ـ والتصديق بكتابه الصادق ـ إلى أن قال: ـ وإنه حق كله (2) من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه، ومتشابهه، وخاصه، وعامه، ووعده، ووعيده، وناسخه، ومنسوخه، وقصصه، وأخباره، وأن الدليل بعده، والحجة على المؤمنين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه أخوه، وخليفته، ووصيه، ووليه، علي بن أبي طالب ـ وذكر الأئمة (عليهم السلام) ـ ثم قال: (وإن من خالفهم ضال مضل) (3)، تارك للحق والهدى، وانهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول (صلى الله عليه وآله) بالبيان.
وفي (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي ومحمد بن سنان، عن مفضل، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله كفر، قال الله: (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) (1) ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب، ومن أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارض، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار. الحديث.
أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه، عن المعلى ابن خنيس، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) في رسالة: فأما ما سألت عن القرآن، فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لأن القرآن ليس على ما ذكرت، وكل ما سمعت فمعناه (على) (1) غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، وأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم، وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنه) (2) ليس شيء أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه، وأن يعبدوه، وينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم، لا عن أنفسهم، ثم قال: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (3) فأما عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا، ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر، لأنهم لا يجدون من يأتمرون عليه، ومن (4) يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواص ليقتدى بهم، فافهم ذلك إن شاء الله، وإياك وإياك وتلاوة القرآن برأيك، فان الناس غير مشتركين في علمه، كاشتراكهم فيما سواه من الأمور، ولا قادرين (5) على تأويله، إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله.
المصادر
المحاسن: 268 | 356، وسنده: عن ابيه، عمن ذكره، عن ابي عبدالله (عليه السلام) وما اثبته المصنف راجع الى الحديث 355 في المصدر.
وعن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن (خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، عن أبي الوليد البحراني، ثمّ الهجري) (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن رجلا قال له: أنت الذي تقول: ليس شيء من كتاب الله إلا معروف، قال: ليس هكذا قلت، إنما قلت: ليس شيء من كتاب الله إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه، مما لا يعلمه الناس ـ إلى أن قال: ـ إن للقرآن ظاهرا، وباطنا، ومعايناً، وناسخا، ومنسوخا، ومحكما، ومتشابها، وسننا، وأمثالا، وفصلا، ووصلا، وأحرفا، وتصريفا، فمن زعم أن الكتاب مبهم فقد هلك وأهلك. الحديث.
المصادر
المحاسن 270 | 360.
الهوامش
1- في المصدر: خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، عن ابي لبيد البحراني المراء الهجرين.
وعن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الحميد بن عواض الطائي، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن للقرآن حدودا كحدود الدار.
وعن أبيه، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن بشر الوابشي (1)، عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شيء من التفسير، فأجابني، ثم سألته عنه ثانية، فأجابني بجواب آخر، فقلت: كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا، فقال: يا جابر! إن للقرآن بطنا [وللبطن بطنا] (2) وله ظهر، وللظهر ظهر، يا جابر! وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، وإنّ الاية يكون أولها في شيء، وآخرها في شيء، وهو كلام متصل متصرف على وجوه.
الكشي في كتاب (الرجال) عن جعفر بن معروف، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أتى أبي رجل، فقال: إن عبدالله بن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن، في أي يوم اُنزلت، وفيم اُنزلت. الحديث. وهو صريح في إنكار دعوى ابن عباس. ورواه بسند آخر (1). ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) مرسلا (2).
الطبرسي في (الاحتجاج) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في احتجاجه يوم الغدير: عليّ تفسير كتاب الله، والداعي إليه. ألا وإن الحلال والحرام أكثر من أن احصيهما واعرفهما، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فامرت أن آخذ البيعة عليكم، والصفقة منكم، بقبول ما جئت به عن الله عزّ وجلّ في علي أمير المؤمنين، والأئمة من بعده (1)، معاشر الناس تدبروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا في محكماته، ولا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضح لكم عن تفسيره، إلا الذي أنا آخذ بيده (2).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على زنديق، سأله عن آيات متشابهة من القرآن، فأجابه ـ إلى أن قال (عليه السلام): ـ وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم، بقوله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) (1) وبقوله: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (2) وبقوله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (3) وبقوله: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (4) وبقوله: (وأتوا البيوت من أبوابها) (5) والبيوت هي بيوت العلم التي استودعها الانبياء، وأبوابها: أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأوصياء، وعهودهم، وحدودهم، وشرائعهم، وسننهم، ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحل كفر وإن شملهم صفة الايمان، ثم إن الله قسم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل، وقسما لا يعرفه إلا من صفا ذهنه، ولطف حسه، وصح تمييزه، ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسما لا يعلمه إلا الله وملائكته والراسخون في العلم. وإنما فعل ذلك لئلا يدعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله) من علم الكتاب، ما لم يجعله الله لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمام بمن ولي أمرهم، فاستكبروا عن طاعته. الحديث.
وعن موسى بن عقبة: أن معاوية أمر الحسين (عليه السلام) أن يصعد المنبر فيخطب، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: نحن حزب الله الغالبون، وعترة نبيه الأقربون، أحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثاني كتاب الله، فيه تفصيل لكل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، لا نتظنى (1) تأويله، بل نتبع حقائقه، فأطيعونا، فان طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) (2) وقال: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (3). الحديث. ورواه الطبري في (بشارة المصطفى) عن الحسن بن الحسين بن بابويه (4)، عن الشيخ المفيد، عن الحسين بن محمد الأنباري (5)، عن إبراهيم بن محمد الأزدي، عن شعيب بن أيوب، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن حسان، عن الحسن بن علي (عليه السلام) نحوه (6).
المصادر
الاحتجاج: 299.
الهوامش
1- نتظنى: نظن
2- النساء 4: 59، 83.
3- النساء 4: 59، 83.
4- في بشارة المصطفى زيادة: عن محمد بن الحسن الطوسي.
محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن أبي داود، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! أنت تعلّم الناس تأويل القرآن بما لا يعلمون، فقال: على ما أبلغ رسالتك من بعدك يا رسول الله؟ قال: تخبر الناس بما يشكل عليهم من تأويل القرآن.
وعن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن المرزبان بن عمران، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن للقرآن تأويلا، فمنه ما قد جاء، ومنه ما لم يجئ، فاذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة، عرفه إمام ذلك الزمان.
وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمير (1)، عنه (عليه السلام)، قال: إن في القرآن ما مضى، وما يحدث، وما هو كائن، وكانت فيه أسماء الرجال فاُلقيت، وإنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى، يعرف (2) ذلك الوصاة.
وعن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن ابن أُذينة، عن فضيل بن يسار، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية: ما من القرآن آية، إلا ولها ظهر وبطن، قال: ظهره [تنزيله] (1) وبطنه تأويله، ومنه ما قد مضى، ومنه ما لم يكن، يجري كما تجري الشمس والقمر، كل ما (2) جاء تأويل شيء (3) يكون على الأموات، كما يكون على الأحياء، قال الله: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (4) نحن نعلمه. وعن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل مثله (5).
وعن الفضل، عن موسى بن القاسم (1)، عن ابن أبي عمير، أو غيره، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: تفسير القرآن على سبعة أوجه (2)، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، تعرفه الأئمة (عليهم السلام).
وعن (محمد بن الحسين، عن أبيه، عن بكر بن صالح) (1)، عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري، عن يعقوب بن جعفر، قال: كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) بمكة، فقال له قائل: إنك لتفسر من كتاب الله ما لم تسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس، فنحن نعلم (2) حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، (ومتفرقه وحظيرته) (3)، وفي أي ليلة نزلت من آية، وفيمن نزلت (4)، فنحن حكماء الله في أرضه. الحديث.
المصادر
بصائر الدرجات: 218 | 4.
الهوامش
1- في المصدر: احمد بن الحسين، عن ابيه، عن بكر بن صالح.
وعنه، عن وهيب بن حفص، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: إن القرآن فيه محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به، ونعمل به، وندين الله به، وأما المتشابه فنؤمن به، ولا نعمل به، وهو قول الله: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1).
وعن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: قول الله: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (1) (أنتم هم؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا؟!) (2).
وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن حمزة بن حمران (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام). وعن البرقي، عن أبي الجهم، عن أسباط، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (2) قال: (من عسى أن يكونوا؟!) (3).
وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحيم (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إن هذا العلم انتهى إليّ في القرآن، ثم جمع أصابعه، ثم قال: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) (2).
وعن الحسن بن علي، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام (1)، عن عبد الكريم، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علمه كله عليا (عليه السلام). وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عمر ابن أبان الكلبي، عن أديم أخي أيوب، عن حمران بن أعين، عن أبي عبدالله (عليه السلام) مثله (2).
علي بن الحسين المرتضى في رسالة (المحكم والمتشابه) نقلا من (تفسير) النعماني بإسناده الاتي (1)، عن إسماعيل بن جابر، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله بعث محمدا، فختم به الأنبياء، فلا نبي بعده، وأنزل عليه كتاباً، فختم به الكتب، فلا كتاب بعده ـ إلى أن قال: ـ فجعله النبي (صلى الله عليه وآله) علما باقيا في أوصيائه، فتركهم الناس، وهم الشهداء على أهل كل زمان، حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر، وطلب علومهم. وذلك أنهم ضربوا القرآن بعضه ببعض، واحتجوا بالمنسوخ، وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالخاص، وهم يقدرون أنه العام، واحتجوا بأول الاية، وتركوا السنة في تأويلها، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام، وإلى ما يختمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره، إذ لم يأخذوه عن أهله، فضلوا، وأضلوا. ثم ذكر (عليه السلام) كلاما طويلا في تقسيم القرآن إلى أقسام وفنون ووجوه، تزيد على مائة وعشرة ـ إلى أن قال (عليه السلام): ـ وهذا دليل واضح على أنّ كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق، كما لا تشبه أفعاله أفعالهم. ولهذه العلة وأشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله تعالى، إلا نبيه وأوصياؤه (عليهم السلام) ـ إلى أن قال: ـ ثم سألوه (عليه السلام) عن تفسير المحكم من كتاب الله، فقال: أما المحكم الذي لم ينسخه شيء فقوله عزّ وجلّ: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات) (2) الاية. وإنما هلك الناس في المتشابه، لأنهم لم يقفوا على معناه، ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له تأويلا من عند أنفسهم بآرائهم، واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء، ونبذوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وراء ظهروهم. الحديث.
الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) في (تفس??ره) بعد كلام طويل في فضل القرآن قال: أتدرون من المتمسك به، الذي له بتمسكه (1) هذا الشرف العظيم؟ هو الذي أخذ القرآن وتأويله عنا أهل البيت، عن وسائطنا السفراء عنا إلى شيعتنا، لا عن آراء المجادلين وقياس الفاسقين (2)، فأما من قال في القرآن برأيه، فان اتفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله، وكان كمن سلك [طريقا] (3) مسبعا من غير حفاظ يحفظونه، فان اتفقت له السلامة، فهو (لا يعدم من العقلاء الذم والتوبيخ) (4)، وإن اتفق له (5) افتراس السبع، فقد جمع إلى هلاكه سقوطه عند الخيرين الفاضلين، وعند العوام الجاهلين، وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار، وكان مثله مثل من ركب بحرا هائجا بلا ملاح، ولا سفينة صحيحة، لا يسمع بهلاكه أحد إلا قال: هو أهل لما لحقه، ومستحق لما أصابه. الحديث.
المصادر
تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 4.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: ينال.
2- في المصدر: القائسين.
3- اثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: لا يعد من العقلاء والفضلاء ولا يعدم الذم والعدل والتوبيخ.
فرات بن إبراهيم في (تفسيره) عن الحسين بن سعيد، بإسناده عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث كلامه مع عمرو بن عبيد ـ قال: وأما قوله: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) (1) فانما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل، فاذا احتاجوا إلى تفسيره، فالاهتداء بنا وإلينا يا عمرو!.
العياشي في (تفسيره) عن عبد الرحمن السلمي: أن عليا (عليه السلام) مر على قاض، فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقال: هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه.
وعن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، فان الرجل ينتزع الاية، فيخر فيها (1) أبعد ما بين السماء والأرض.
وعن جابر قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): يا جابر! إن للقرآن بطنا وللبطن ظهرا، وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الاية لينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء، وآخرها في شيء، وهو (كلام متصرف) (1) على وجوه.
وعن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: إن منكم (1) من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، وهو علي بن أبي طالب.
قال: وصح عن النبي (صلى الله عليه وآله) من رواية العام والخاص، أنه قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبّار، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: (والليل إذا يغشى) (1) قال: الليل في هذا الموضع هو الثاني، غشى أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته ـ إلى أن قال: ـ والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب نبيه (صلى الله عليه وآله) به، ونحن نعلمه، فليس يعلمه غيرنا.
وأما ما روي: أن الله لا يخاطب الخلق بما لا يعلمون، فوجهه: أن المخاطب بالقرآن أهل العصمة (عليهم السلام)، وهم يعلمونه، أو جميع المكلفين فاذا علم معناه بعضهم فهو كاف. وأما العرض على القرآن فالعمل حينئذ بالكتاب والسنة معا، ولا يدل على العمل بالظاهر في غير تلك الصورة، وهو ظاهر، والقياس باطل. وتقدم فيه وجه آخر في الجمع بين الأحاديث (1).
المصادر
انظر: الكافي 1 | 94 ذيل الحديث 2.
الهوامش
1- تقدم في ذيل الحديث 28 من الباب 12 من هذه الابواب.
وقد تقدم في القصر: أن من أتم في السفر، فإن كانت قرئت عليه آية التقصير، وفسرت له أعاد. وأما ما روي في بعض الأخبار من قولهم (عليهم السلام): أما سمعت قوله تعالى؟ ونحو ذلك، فوجهه: أن من سمع آية، ظاهرها دال على حكم نظري، لم يجزله الجزم بخلافها، لاحتمال إرادة ظاهرها، فالانكار هناك لأجل هذا، وإن كان لا يجوز الجزم بارادة الظاهر أيضا، لاحتمال النسخ والتخصيص والتأويل وغير ذلك، بل إن كانت موافقة للاحتياط فذاك، وإلا تعين الاحتياط لاشتباه الحكم. على أن ما يتخيل معارضته هنا ظاهر ظني الدلالة، لا يعارض النص المتواتر القطعي الدلالة مع احتمال الجميع، للتقية وإرادة إلزام المخاطب بما يعتقد حجيته، وأما الاية التي ورد تفسيرها عنهم (عليهم السلام)، أو استدلالهم بها، أو وافقت الأحاديث الثابتة، فلا إشكال في العمل بها، والله الموفق.
المصادر
تقدم في الحديث 4 من الباب 17 من ابواب صلاة المسافر.