محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى جميعا، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجلين أصابا صيداً، وهما محرمان، الجزاء بينهما؟ أو على كل واحد منهما جزاء؟ قال: لا، بل عليهما أن يجزي كل واحد منهما الصيد، قلت: إن بعض أصحابنا سألني عن ذلك، فلم أدر ما عليه، فقال: إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط، حتى تسألوا عنه فتعلموا. وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجاج مثله (1). ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن السندي، عن صفوان مثله (2).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن علي بن النعمان مثله (1).
وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيّار، أنه عرض على أبي عبدالله (عليه السلام) بعض خطب أبيه، حتى إذا بلغ موضعا منها قال له: كف واسكت، ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام): إنه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون، إلا الكف عنه والتثبّت، والرد إلى أئمة الهدى، حتى يحملوكم فيه على القصد، ويجلو عنكم فيه العمى، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (1). ورواه البرقي في (المحاسن) مثله إلى قوله: على القصد (2).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): ما حق الله على خلقه؟ قال (1): أن يقولوا ما يعلمون، ويكفوا عما لا يعلمون، فاذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه.
وعن بعض أصحابنا، رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال (1): لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم ـ إلى أن قال: ـ ومن فرط تورط، ومن خاف العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه، ومن لم يعلم لم يفهم، ومن لم يفهم لم يسلم، ومن لم يسلم لم يكرم، ومن لم يكرم (تهضم، ومن تهضم) (2) كان ألوم، ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد (1) مرسلاً، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتخذوا من دون الله وليجة، فلا تكونوا مؤمنين، فان كل سبب، ونسب، وقرابة، ووليجة، وبدعة، وشبهة (باطل مضمحل) (2)، إلا ما أثبته القرآن.
وعنهم عن أحمد قال في وصية المفضل بن عمر: قال أبو عبدالله (عليه السلام): من شك، أو ظن، فأقام على أحدهما، فقد حبط (1) عمله، إن حجة الله هي الحجة الواضحة.
وعن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد جميعا، عن سهل، عن أحمد بن المثنى، عن محمد بن زيد الطبري، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث الخمس ـ قال: لا يحل مال إلا من وجه أحله الله. ورواه الشيخ كما مر في الخمس (1).
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر ابن حنظلة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: وإنما الامور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع، وأمر بين غيه فيجتنب، وأمر مشكل يرد علمه إلى الله (وإلى رسوله) (1). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات، وهلك من حيث لا يعلم، ثم قال في آخر الحديث: فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات. ورواه الصدوق بإسناده عن داود بن الحصين (2). ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى مثله (3).
المصادر
الكافي 1: 54 | 10، واورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 9 من هذه الابواب.
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين (1) بن الجارود، عن موسى بن بكر بن داب، عمن حدّثه، عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه قال لزيد بن علي: إن الله أحل حلالا، وحرم حراما، وفرض فرائض، وضرب أمثالا، وسن سننا ـ إلى أن قال: ـ فإن كنت على بينة من ربك، ويقين من أمرك، وتبيان من شأنك فشأنك، وإلا فلا ترومنّ أمرا، أنت منه في شك وشبهة.
وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا، ولم يجحدوا، لم يكفروا. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن سنان مثله (1).
وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير (1)، عن اناس من أصحابنا حجّوا بامرأة معهم، فقدموا إلى أول الوقت، وهي لا تصلي، فجهلوا أن مثلها ينبغي أن يحرم، فمضوا بها كما هي، حتى قدموا مكة، وهي طامث حلال، فسألوا الناس عن هذا، فقالوا: تخرج إلى بعض المواقيت، فتحرم منه، وكانت إذا فعلت ذلك لم تدرك الحج، فسألوا أبا جعفر (عليه السلام)، فقال: تحرم من مكانها، فقد علم الله نيتها.
الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال ـ في حديث ـ: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة.
وحديث مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: لا تجامعوا في النكاح على الشبهة، وقفوا عند الشبهة ـ إلى أن قال: ـ فان الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة.
المصادر
تقدم في الحديث 2 من الباب 157 من ابواب مقدمات النكاح وآدابه.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى عثمان بن حنيف، عامله على البصرة: أما بعد، يا ابن حنيف! فقد بلغني: أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب عليك (1) الالوان، وتنقل عليك (2) الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى مالك الأشتر: اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الامور ـ إلى أن قال: ـ أوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلهم تبرما بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الامور، وأصرمهم عند اتضاح الحكم.
وعن علي (عليه السلام) في خطبة له: فلا تقولوا ما لا تعرفون، فان أكثر الحق فيما تنكرون ـ إلى أن قال: ـ فلا تستعمل الرأي فيما لا يدرك قعره البصر، ولا تتغلغل إليه الفكر.
وعنه (عليه السلام) أنه قال في خطبة له: فيا عجبا (1)! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها! لا يقتفون (2) أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي (3)، يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات، المعروف فيهم (4) ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات (5) على آرائهم، كأن كل امرئ منهم امام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات (6)، وأسباب محكمات.
المصادر
نهج البلاغة 1: 154 | 84.
الهوامش
1- في المصدر: عجبي.
2- في المصدر: يقتصون.
3- في المصدر زيادة: ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته لولده الحسن: يا بني! دع القول فيما لا تعرف، والخطاب فيما لا تكلّف، وامسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فان الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال ـ إلى أن قال: ـ وابدأ قبل ذلك بالاستعانة بإلهك، والرغبة إليه في توفيقك، وترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة.
قال: وقال (عليه السلام): وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق، فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى، وأما أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال، ودليلهم العمى.
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال ـ وكان خيّراً ـ قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن أصحابنا يختلفون في شيء فأقول: قولي فيها قول جعفر بن محمد، فقال: بهذا نزل جبرئيل.
محمد بن علي بن الحسين قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس، فقال في كلام ذكره: حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما استبان له أترك، والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.
وبإسناده عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد (1)، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول، عن جميل بن صالح، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في كلام طويل ـ: الامور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتّبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وامر اختلف فيه فرده إلى الله عزّ وجلّ. ورواه في (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار مثله (2). وفي (المجالس) عن علي بن عبدالله الوراق، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي مثله (3).
وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن العباس بن معروف، عن أبي شعيب، يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة. الحديث.
وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلت له: من الورع من الناس؟ قال: الذي يتورع عن محارم الله، ويجتنب هؤلاء، فاذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام، وهو لا يعرفه. الحديث.
وفي (عقاب الأعمال)، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا، ولا إلينا.
وفي كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد (1)، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) ما حجة الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند مالا يعلمون. ورواه في (المجالس) عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد مثله، إلا أنه قال: ما حق الله على العباد (2)؟
وعن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريا بن يحيى، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: ما حجب الله علمه عن العباد، فهو موضوع عنهم. ورواه الكليني عن محمد بن يحيى (1)، والذي قبله عن الحسين بن محمد.
وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): من عمل بما علم كفى ما لم يعلم. وفي (ثواب الاعمال) بالاسناد مثله (1).
وفي (عيون الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن المسمعي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث اختلاف الاحاديث ـ قال: وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه، فردوا إلينا علمه، فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف، وأنتم طالبون باحثون، حتى يأتيكم البيان من عندنا.
وفي (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إن من أجاب في كل ما يسأل عنه فهو المجنون.
وفي (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن العباس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة، وأعبد الناس من أقام الفرائض، وأزهد الناس من ترك الحرام، وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.
عبدالله بن جعفر في (قرب الاسناد) عن الحسن بن ظريف، عن معمر، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر (عليه السلام) ـ في حديث طويل في معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) ـ قال: ومن ذلك أن وابصة بن معبد الاسدي أتاه، فقال: لا أدع من البر والاثم شيئا إلا سألته عنه، فلما أتاه قال له النبي (صلى الله عليه وآله): أتسأل عما جئت له؟ أو اخبرك؟ قال: أخبرني، قال: جئت تسألني عن البر والاثم، قال: نعم، فضرب بيده على صدره، ثم قال: يا وابصة! البر ما اطمأنت إليه النفس، والبر ما اطمأن به الصدر، والاثم ما تردد في الصدر، وجال في القلب، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
سليم بن قيس الهلالي في كتابه: أن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال لأبان ابن أبي عياش: يا أخا عبد قيس! إن وضح لك أمر فاقبله، وإلا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله، فانك أوسع مما بين السماء والارض.
محمد بن محمد بن النعمان المفيد في (المجالس) عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر، عمن سمع أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة، لا يزيده سرعة سيره إلا بعدا.
محمد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن سليمان بن داود، عن عبدالله بن وضّاح: أنه كتب إلى العبد الصالح (عليه السلام) يسأله عن وقت المغرب والافطار؟ فكتب إليه: أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة، وتأخذ بالحائطة لدينك.
الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في (أماليه) عن أبيه، عن علي بن أحمد بن الحمامي، عن أحمد بن محمد القطان، عن إسماعيل بن أبي كثير، عن علي بن إبراهيم، عن السري بن عامر، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن لكل ملك حمى وإن حمى الله حلاله وحرامه، والمشتبهات بين ذلك، كما لو أن راعيا رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه، فدعوا المشتبهات.
وعن أبيه، عن المفيد، عن عليّ بن محمد الكاتب، عن زكريا بن يحيى التميمي (1)، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن الرضا (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لكميل بن زياد: أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت.
وعن أبيه، عن المفيد، عن (محمد بن علي بن الزيات) (1)، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمد بن الحسن العامري، عن أبي معمر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي، فقال: اوصيك يابني بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلها، والصمت عند الشبهة، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل، والزم الصمت تسلم. الحديث.
وعن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصية له لأصحابه، قال: إذا اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردوه إلينا، حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فاذا كنتم كما أوصيناكم، لم تعدوه إلى غيره، فمات منكم ميت من قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيدا.
أحمد بن أبي عبدالله البرقي في (المحاسن) عن علي ابن حسان، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن درست، عن زرارة بن أعين، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): ما حق الله على خلقه؟ قال: حق الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون، ويكفّوا عما لا يعلمون، فاذا فعلوا ذلك فقد ـ والله ـ أدوا إليه حقه.
وعن أبيه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس بزرج، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما أهلك الناس العجلة، ولو أن الناس تلبثوا (1) لم يهلك أحد.
وعن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الاناة من الله، والعجلة من الشيطان.
محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب (كنز الفوائد) عن محمد بن علي بن طالب البلدي، عن محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن شيوخه الاربعة، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس! حلالي حلال إلى يوم القيامة، وحرامي حرام إلى يوم القيامة، ألا وقد بينهما الله عزّ وجلّ في الكتاب، وبينتهما لكم في سنتي وسيرتي، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي، من تركها صلح له أمر دينه، وصلحت له مروته وعرضه، ومن تلبس بها وقع فيها واتبعها، كان كمن رعى غنمه قرب الحمى، ومن رعى ماشيته قرب الحمى، نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله عزّ وجلّ محارمه، فتوقوا حمى الله ومحارمه. الحديث.
علي بن موسى بن طاوس في كتاب (كشف المحجة لثمرة المهجة) نقلا من كتاب الرسائل لمحمد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى (جعفر بن عنبسة) (1)، عن عباد بن زياد الأسدي، عن (عمرو بن أبي المقدام) (2)، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن (عليه السلام): من الوالد الفان المقر للزمان ـ إلى أن قال: ـ واعلم يا بني! إن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي إليك تقوى الله، والاقتصار على ما افترض (3) عليك، والأخذ بما مضى عليه سلفك (4) من آبائك والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكّروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والامساك عما لم يكلفوا، فليكن طلبك لذلك (5) بتفهم وتعلم، لا بتورد (6) الشبهات، وعلو (7) الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك (8)، والرغبة إليه في التوفيق، ونبذ كل شائبة (أدخلت عليك) (9) شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة. الحديث. ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا (10).
محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن عبدالله بن جندب، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: إن هؤلاء القوم سنح لهم شيطان، اغترهم بالشبهة، ولبس عليهم أمر دينهم، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا: لم، ومتى (1)، وكيف؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربك بظلام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم، ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم، من ذلك الوقوف عند التحير، وردّ ما جهلوه من ذلك الى عالمه ومستنبطه، لان الله يقول في (2) كتابه: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (3) يعني: آل محمد، وهم الذين يستنبطون منهم (4) القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه.
وعن السكوني، عن جعفر (1)، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في التهلكة (2)، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه. وعن عبد الاعلى، عن الصادق (عليه السلام) مثله (3).
وعن علي بن أبي حمزه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما من أحد أغير (1) من الله تبارك وتعالى، ومن أغير (2) ممن حرم الفواحش، ما ظهر منها، وما بطن.
علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم) (1) قال: هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات، يسوّد الله وجوههم يوم يلقونه.
وعنه، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً) (1) قال: هم النصارى، والقسيسون، والرهبان، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة، والحرورية، وأهل البدع.
ووجدت بخط الشهيد محمد بن مكي قدس سره حديثا طويلا عن عنوان البصري، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام)، يقول فيه: سل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة، واياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الاسد، ولا تجعل رقبتك عتبة للناس.
وقد تقدم بعدة أسانيد عن الصادق (عليه السلام) قال: القضاة أربعة، ثلاثة في النار، وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنّة.
المصادر
تقدم في الحديث 6، وفي ذيل الحديث 7 من الباب 4 من هذه الابواب..
قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: إن الله حدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا (1) فلا تكلفوها، رحمة من الله لكم فاقبلوها، ثم قال (عليه السلام): حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.