محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا، بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة، أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فانما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فانما يأخذ سحتا، وإن كان حقا ثابتا له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وما أمر الله أن يكفر به، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به) (1) قلت: فكيف يصنعان؟ قال: ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكماً، فاني قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فانما استخف بحكم الله، وعليه رد، والراد علينا الراد على الله، وهو على حد الشرك بالله. الحديث. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن محمد بن عيسى (2). وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى نحوه (3).
وعن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمّار، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): رجل راوية لحديثكم ـ إلى أن قال: ـ فقال: الراوية لحديثنا (يشد به) (1) قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد. ورواه الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد، عن محمد ابن إسماعيل، عن سعدان مثله (2).
وعن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن محمد بن مروان (1)، عن علي بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنا.
وعن محمد بن عبدالله الحميري، ومحمد بن يحيى جميعا، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته وقلت: من اعامل؟ (وعمن) (1) آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون. قال: وسألت أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فانهما الثقتان المأمونان. الحديث. وفيه أنه سأل العمري عن مسألة، فقال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول: هذا من عندي، فليس لي أن احلّل، ولا احرّم، ولكن. عنه (عليه السلام). ورواه الشيخ في كتاب (الغيبة) بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (2).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن المتعة، فقال: إلق عبد الملك بن جريح، فسله عنها، فإن عنده منها علما، فلقيته، فأملى عليّ (1) شيئا كثيرا في استحلالها، وكان فيما روى فيها ابن جريح: أنه ليس لها وقت ولا عدد ـ إلى أن قال: ـ فأتيت بالكتاب أبا عبدالله (عليه السلام)، فقال: صدق، وأقر به.
محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة، قال: بعثني أبو عبدالله (عليه السلام) إلى أصحابنا، فقال: قل لهم: إياكم إذا وقعت بينكم خصومة، أو تدارى (1) في شيء من الاخذ والعطاء، أن تحاكموا (2) إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم رجلا (3)، قد عرف حلالنا وحرامنا، فاني قد جعلته عليكم قاضيا، وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان الجائر.
المصادر
التهذيب 6: 303 | 846.
الهوامش
1- في المصدر: تدارى بينكم، تدارؤ، والتدارؤ: التدافع في الخصومة (القاموس المحيط ـ درأ ـ 1: 14).
محمد بن علي بن الحسين قال: قال علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ارحم خلفائي ـ ثلاثا ـ (1) قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون (2) بعدي، يروون حديثي وسنتي. ورواه في (عيون الأخبار) كما مر (3).
المصادر
الفقيه 4: 302 | 915 اورده في الحديث 50 من الباب 8 من هذه الابواب.
وفي كتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة) عن محمد بن محمد بن عصام، عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً، قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك ـ إلى أن قال: ـ وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله (1)، وأما محمد ابن عثمان العمري رضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فانه ثقتي، وكتابه كتابي. ورواه الشيخ في كتاب (الغيبة) عن جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وغيرهما، كلهم عن محمد بن يعقوب (2). ورواه الطبرسي في (الاحتجاج) مثله (3).
وفي (معاني الأخبار) وفي (العلل) عن علي بن أحمد ابن محمد بن عمران الدقاق، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي (1)، عن صالح بن أبي حماد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن عبد المؤمن الانصاري قال قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إن قوما يروون (2): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اختلاف امتي رحمة، فقال: صدقوا، فقلت: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال: ليس حيث تذهب وذهبوا، إنما أراد قول الله عزّ وجلّ: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (3) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4)، فيتعلموا، ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، إنما أراد اختلافهم من البلدان، لا اختلافا في دين الله، إنما الدين واحد، إنما الدين واحد.
وفي (معاني الأخبار) عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: رحم الله عبدا أحيى أمرنا، قلت: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا، ويعلمها الناس. الحديث.
وعن أحمد بن محمد بن الهيثم، عن أحمد بن يحيى، عن بكر بن عبدالله، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن حمران، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من استأكل بعلمه افتقر، قلت: إن في شيعتك (1) قوما يتحملون علومكم، ويبثونها في شيعتكم، فلا يعدمون (2) منهم البر والصلة والاكرام فقال: ليس اولئك بمستأكلين، إنما ذاك (3) الذي يفتي بغير علم ولا هدى من الله، ليبطل به الحقوق، طمعا في حطام الدنيا.
محمد بن الحسن في كتاب (الغيبة) عن أبي الحسين بن تمام، عن عبدالله الكوفي ـ خادم الشيخ الحسين بن روح ـ عن الحسين بن روح، عن أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه سئل عن كتب بني فضال، فقال: خذوا بما رووا، وذروا ما رأوا.
محمد بن عمر الكشي في كتاب (الرجال) عن حمدويه ابن نصير، عن يعقوب بن يزيد، محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء، امناء الله على حلاله وحرامه، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة، واندرست.
وبالاسناد عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء، فمن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي، يعني ـ أبا بصير ـ.
وعن جعفر بن محمد بن معروف، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن تغلب، عن أبي بصير: أن أبا عبدالله قال له ـ في حديث ـ: لولا زرارة ونظراؤه (1) لظننت أن أحاديث أبي (عليه السلام) ستذهب.
وعن حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار: أن أبا عبدالله (عليه السلام) قال له في حديث: أما ما رواه زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) فلا يجوز لك أن ترده. وعن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأخيه عبدالله، والهيثم بن أبي مسروق، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب كلهم، عن الحسن (1) بن محبوب مثله (2).
وعن حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم ابن عروة، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: أحب الناس إليّ أحياءً وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول، وهم أحب الناس إليّ أحياء وأمواتا.
وعن محمد بن قولويه، عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر: أن أبا عبدالله (عليه السلام) قال للفيض بن المختار في حديث: فاذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس، وأومأ إلى رجل من أصحابه، فسألت أصحابنا عنه، فقالوا: زرارة بن أعين.
وعن حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد ابن الحسين عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، وغيره قالوا: قال أبو عبدالله (عليه السلام): رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي (عليه السلام).
وعنه، عن يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما أجد أحدا أحيى ذكرنا، وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، هؤلاء حفاظ الدين وامناء أبي (عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الاخرة.
وعن الحسين بن بندار، عن سعد بن عبدالله، عن علي ابن سليمان بن داود، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: زرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم، وبريد، من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون * اولئك المقربون) (1).
وعن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن العلاء بن رزين، عن عبدالله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إنه ليس كل ساعة ألقاك، ولا يمكن القدوم، ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني، وليس عندي كل ما يسألني عنه، فقال: ما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي، فانه سمع من أبي، وكان عنده وجيها.
وبالاسناد عن الحجال، عن يونس بن يعقوب، قال: كنا عند أبي عبدالله (عليه السلام)، فقال: أما لكم من مفزع؟! أما لكم من مستراح، تستريحون إليه؟! ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري؟.
وعن محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن، عن سعد ابن عبدالله، عن محمد بن عبدالله المسمعي، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه ذم رجلاً، فقال: لا قدس الله روحه، ولا قدس مثله، إنه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي مستودع سرّي، وأصحاب أبي حقّاً إذا أراد الله بأهل الأرض سوءاً، صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا، (هم الذين أحيوا) (1) ذكر أبي (عليه السلام)، بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين، وتأويل الغالين، ثم بكى، فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله، (وعليهم رحمته) (2) أحياء وأمواتا: بريد العجلي، وأبو بصير، وزرارة، ومحمد بن مسلم.
وعنه، عن سعد، عن المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إني لأحدّث الرجل بالحديث، وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي على غير تأويله ـ إلى أن قال: ـ إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياء وأمواتا، أعني: زرارة، ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، (هؤلاء القائلون بالقسط) (1)، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء السابقون السابقون، اولئك المقربون.
وعنه، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب الهمداني، قال: قلت للرضا (عليه السلام): شقتي بعيدة، ولست أصل إليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ قال: من زكريا ابن آدم القمّي، المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب: فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم، فسألته عما احتجت إليه.
وعن طاهر بن عيسى الوراق الكشي، عن جعفر بن أحمد ابن أيوب السمرقندي، عن علي بن محمد بن شجاع، عن أحمد بن حماد المروزي، عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال في الحديث الذي روي فيه: إن سلمان كان محدّثاً قال: إنه كان محدثا عن إمامه لا عن ربه، لأنه لا يحدث عن الله إلا الحجة.
وعن صالح بن السندي، عن امية بن علي، عن مسلم ابن أبي حية، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في خدمته، فلما أردت أن افارقه ودّعته، وقلت: احب أن تزوّدني، فقال: ائت أبان بن تغلب، فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما رواه لك فاروه عني.
وعن محمد بن مسعود، عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الكناسي، قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): أي شيء بلغني عنكم؟ قلت: ما هو؟ قال: بلغني: أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة، قال: قلت: نعم، جعلت فداك، رجل يقال له: عروة القتات، وهو رجل له حظّ من عقل، (نجتمع عنده، فنتكلم ونتساءل) (1)، ثم يرد ذلك إليكم، قال: لا بأس.
وعنه، عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن العمركي، عن أحمد بن شيبة، عن يحيى بن المثنى، عن علي بن الحسن بن زياد (1)، عن حريز ـ في حديث ـ: إن أبا حنيفة قال له: أنت لا تقول شيئا إلا برواية؟ قال: أجل.
وعنه، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي، والحسن بن علي بن يقطين جميعا، عن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة، آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: نعم.
وعن علي بن محمد القتيبي، عن المفضل بن شاذان، عن عبد العزيز بن المهتدي ـ وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا (عليه السلام) وخاصته ـ قال: سألت الرضا (عليه السلام)، فقلت: إني لا ألقاك في كل وقت، فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال: خذ عن (1) يونس بن عبد الرحمن.
وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي، قال: قلت للرضا (عليه السلام): إن شقتي بعيدة، فلست أصل إليك في كل وقت، فآخذ معالم ديني عن (1) يونس مولى آل (2) يقطين؟ قال: نعم.
وعن حمدويه، وإبراهيم ابني نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حسين (1) بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: بلغني: أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت: نعم، و (2) أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في المسجد، فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء، فاذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم، فأخبره بما جاء عنكم، ويجيء الرجل لا أعرفه، ولا أدري من هو، فأقول: جاء عن فلان كذا، وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، فقال لي: اصنع كذا، فإني كذا أصنع. ورواه الصدوق في (العلل) عن جعفر بن علي، عن علي بن عبدالله، عن معاذ مثله (3).
وعن محمد بن سعيد الكشي (1)، عن محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي، يرفعه، قال: قال الصادق (عليه السلام): اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فانا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا، فقيل له: أو يكون المؤمن محدثا؟ قال: يكون مفهما، والمفهم: المحدث.
المصادر
رجال الكشي 1: 3 | 2.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: وابو جعفر محمد بن ابي عوف البخاري.
وعنه، عن المحمودي (1)، عن يونس، عن هشام بن الحكم، إنه كان يقول: اللهمّ ما عملت من خير مفترض وغير مفترض، فجميعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الصادقين، فتقبل ذلك مني وعنهم.
وعن علي بن محمد بن قتيبة، عن أحمد بن إبراهيم المراغي، قال: ورد على القاسم بن العلاء ـ وذكر توقيعا شريفاً، يقول فيه ـ: فانه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه (1) عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأنا نفاوضهم سرنا، ونحملهم (2) إياه إليهم.
وعن إبراهيم بن محمد بن العباس، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران (1)، عن سليمان الخطابي، عن محمد، عن بعض رجاله، عن محمد بن حمران، عن علي ابن حنظلة، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنّا.
وعن حمدويه، وإبراهيم ابني نصير، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن علي بن حبيب المدائني، عن علي بن سويد السايي (1)، قال: كتب إلي أبو الحسن (عليه السلام) وهو في السجن: وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين، الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم، إنهم ائتمنوا على كتاب الله، فحرّفوه وبدّلوه، فعليهم لعنة الله، ولعنة رسوله، ولعنة ملائكته، ولعنة آبائي الكرام البررة، ولعنتي، ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة ـ في كتاب طويل ـ.
وعن محمد بن مسعود، عن محمد بن علي بن فيروزان القمي (1)، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يحمل هذا الدين في كل قرن عدول، ينفون عنه تأويل المبطلين، وتحريف الغالين، وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير خبث الحديد.
وعنه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (فلينظر الانسان إلى طعامه) (1) قال: إلى العلم الذي يأخذه، عمن يأخذه؟
وعن جبرئيل بن أحمد (1)، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن أحمد بن حاتم بن ماهويه، قال: كتبت إليه ـ يعني: أبا الحسن الثالث (عليه السلام) ـ أسأله: عمن آخذ معالم ديني؟ وكتب أخوه أيضا بذلك، فكتب إليهما: فهمت ما ذكرتما، فاصمدا في دينكما على كل مسن في حبنا، وكل كثير القدم في أمرنا، فانهما كافوكما إن شاء الله تعالى.
محمد بن الحسن في كتاب (الغيبة) عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، (عن أبيه) (1)، عن محمد بن صالح الهمداني، قال: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام): إن أهل بيتي (2) يقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك (عليهم السلام)، أنهم قالوا: خدامنا وقوّامنا شرار خلق الله، فكتب: ويحكم ما تقرؤون! ما قال الله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) (3) فنحن ـ والله ـ القرى التي بارك فيها، وأنتم القرى الظاهرة. ورواه الصدوق في كتاب (إكمال الدين) عن أبيه، محمد بن الحسن، عن عبدالله بن جعفر مثله (4). ورواه أيضا بالاسناد عن عبدالله بن جعفر، عن علي بن محمد الكليني، عن محمد بن مسلم (5)، عن صاحب الزمان (عليه السلام) مثله (6).
أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب (الاحتجاج) عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه قال للحسن البصري: نحن القرى التي بارك الله فيها، وذلك قول الله عز وجل لمن أقر بفضلنا، حيث أمرهم الله أن يأتونا، فقال: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) (1) والقرى الظاهرة: الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا و [فقهاء] (2) شيعتنا إلى شيعتنا وقوله: (وقدرنا فيها السير) (3) فالسير مثل للعلم، يسير به ليالي وأياما مثلا، لما يسير به من العلم في الليالي والايام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض (4)، آمنين فيها إذا أخذوا (عن معدنها) (5)، (الذي امروا أن يأخذوا عنه) (6)، آمنين من الشك والضلال والنقلة (إلى الحرام من الحلال، فهم) (7) أخذوا العلم (عمن وجب لهم بأخذهم عنهم المغفرة) (8)، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفاة (9) بعضها من بعض، فلم ينته الاصطفاء إليكم، بل إلينا انتهى، ونحن تلك الذرية (10)، لا أنت ولا أشباهك يا حسن!
المصادر
الاحتجاج 327.
الهوامش
1- سبأ 34: 18.
2- اثبتناه من المصدر.
3- سبأ 34: 18.
4- في المصدر زيادة: والاحكام.
5- في المصدر: منه.
6- ليس في المصدر.
7- في المصدر: من الحرام الى الحلال لأنهم.
8- في المصدر: ممن وجب لهم اخذهم اياه عنهم بالمعرفة.
أحمد بن أبي عبدالله البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير،??ال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): أرأيت الراد على هذا الامر كالراد عليكم؟ فقال: يا با محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله (صلى الله عليه وآله).