محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبد الملك بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر، جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي: تقضي؟ قلت: نعم، قال: احرق كتبك (1).
وبإسناده عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا نأخذ (1) بقول عراف ولا قائف (2) ولا لص، ولا أقبل شهادة فاسق إلا على نفسه.
المصادر
الفقيه 3: 30 | 91.
الهوامش
1- في المصدر: لا آخذ.
2- القائف: هو الذي يعرف الاثار ويلحق الولد بأبيه (مجمع البحرين ـ قوف ـ 5: 110).
وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث المناهي ـ قال: ونهى عن إتيان العراف، وقال: من أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله).
المصادر
الفقيه 4: 2، وأورده في الحديث 1 من الباب 26 من أبواب ما يكتسب به.
وفي (الامالي) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف بن الاحمر قال: لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) المسير إلى أهل النهروان أتاه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ولم؟ قال: لانك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كل ما طلبت، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): تدري ما في بطن هذه الدابة، أذكر أم انثى؟ قال: إن حسبت علمت، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): من صدقك على هذا القول فقد كذب بالقرآن (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خيبر) (1) ما كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعي ما ادعيت، أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من صار فيها صرف عنه السوء، والساعة التي من (صار فيها حاق به الضر) (2)؟ من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، وينبغي أن يوليك الحمد دون ربه عز وجل، فمن آمن لك بهذا فقد اتخذك من دون الله ضدا وندا، ثم قال (عليه السلام): اللهم لا طير إلا طيرك، ولا ضير إلا ضيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، ثم التفت إلى المنجم وقال: بل نكذبك (3) ونسير في الساعة التي نهيت عنها.
وفي (معاني الاخبار) عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن الحسين بن زيد الزيات، عن محمد بن زياد الازدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) ـ في حديث ـ في قول الله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) (1) ـ إلى أن قال: ـ وأما الكلمات فمنها ما ذكرناه، ومنها المعرفة بقدم باريه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس واستدلّ بأفول كل واحد منها على حدثه، وبحدثه على محدثه، ثم أعلمه عزوجل أن الحكم بالنجوم خطأ.
وعن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين (عليه السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم، البغي على الناس ـ إلى أن قال: ـ والذنوب التي تظلم الهواء، السحر والكهانة، والايمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين... الحديث.
العياشي في (تفسيره) عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (1) قال: كانوا يقولون: يمطر نوء (2) كذا، ونوء كذا لا يمطر، ومنها أنهم كانوا يأتون العرفاء فيصدقونهم بما يقولون.
المصادر
تفسير العياشي 2: 199 | 91.
الهوامش
1- يوسف 12: 106.
2- نوء: جمعه أنواء، وهي نجوم تغيب وتطلع ينسبون المطر إليها (مجمع البحرين ـ نوأ ـ 1: 422).
محمد بن الحسين الرضي الموسوي في (نهج البلاغة) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين، إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال (عليه السلام): أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها انصرف (1) عنه السوء، وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن، واستغنى عن الاستعانة (2) بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لانك ـ بزعمك أنت ـ هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر، ثم أقبل (عليه السلام) على الناس فقال: أيّها الناس، إيّاكم وتعلّم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنها تدعو إلى الكهانة (3)، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله.
علي بن موسى بن طاووس في (رسالة النجوم) نقلا من كتاب (تعبير الرؤيا) لمحمد بن يعقوب الكليني بإسناده عن محمد بن بسام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قوم يقولون: النجوم أصح من الرؤيا، وذلك هو، كانت صحيحة حين لم ترد الشمس على يوشع بن نون وعلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما رد الله عزوجل الشمس عليهما ضل فيها علماء النجوم، فمنهم مصيب ومخطئ.
محمد بن الحسن في (الخلاف)، ومحمّد بن مكّي الشهيد في (الذكرى)، والحسن بن يوسف العلامة في (التذكرة)، وجعفر بن الحسن المحقق في (المعتبر) عن زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الصبح في الحديبية في أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف الناس قال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن ربكم يقول: من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، وكافر بي ومؤمن بالكواكب، فمن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب. قال الشهيد: هذا محمول على اعتقاد مدخليتها في التأثير، والنوء سقوط كوكب في المغرب وطلوع رقيبه في المشرق.
المصادر
لم نعثر عليه في الخلاف ولا المعتبر المطبوعين، والذكرى: 251، والتذكرة 1: 169.