وفي (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن زرارة أو محمد الطيار (1) قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الطواف أيرمل فيه الرجل؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أن قدم مكة وكان بينه وبين المشركين الكتاب الذي قد علمتم أمر الناس أن يتجلدوا، وقال: اخرجوا أعضادكم، وأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رمل بالبيت ليريهم أنه لم يصبهم جهد، فمن أجل ذلك يرمل الناس، واني لامشي مشيا، وقد كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يمشي مشيا.
وبهذا الاسناد عن ثعلبة، عن يعقوب الاحمر قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): لما كان غزاة حديبية (1) وادع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل مكة ثلاث سنين، ثم دخل فقضى نسكه، فمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفر من أصحابه جلوس في فناء الكعبة، فقال: هو ذا قومكم على رؤوس الجبال لا يرونكم فيروا فيكم ضعفا، قال: فقاموا فشدوا ازرهم وشدوا أيديهم على أوساطهم ثم رملوا.
محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن عبد الرحمن بن سيابة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الطواف فقلت: اسرع واكثر او ابطئ (1)؟ قال: مشي بين مشيين. ورواه الشيخ باسناده عن محمد بن يعقوب مثله (2).
احمد بن محمد بن عيسى في (نوادره) عن أبيه، قال: سئل ابن عباس فقيل له: إن قوما يروون (1) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) امر بالرمل حول الكعبة؟ فقال: كذبوا وصدقوا، فقلت: وكيف ذاك؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل مكة في عمرة القضاء واهلها مشركون، وبلغهم أن اصحاب محمد مجهودون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحم الله امرءا أراهم من نفسه جلدا فأمرهم فحسروا عن اعضادهم ورملوا بالبيت ثلاثة اشواط ورسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقته، وعبدالله بن رواحة اخذ بزمامها والمشركون بحيال الميزاب ينظرون إليهم، ثم حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك فلم يرمل ولم يأمرهم بذلك، فصدقوا في ذلك وكذبوا في هذا.
المصادر
نوادر أحمد بن محمد بن عيس: 73 ولاحظ هامش (ص 140) من الطبعة الحديثه.