محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: دخلنا مع ابن أبي يعفور على أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة، فدعا بالغداء، فتغدينا وتغدى معنا، وكنت احدث القوم سنا، فجعلت احصر (1) وانا آكل، فقال لي: كل اما علمت انه يعرف مودة الرجل لاخيه باكله من طعامه؟
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن عيسى بن أبي منصور، قال: اكلت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فجعل يلقى بين يدي الشواء، ثم قال: يا عيسى! انه يقال: اعتبر حب الرجل باكله من طعام اخيه.
وعنه، عن أحمد، عن عمر بن عبد العزيز زحل، (1) عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: اكلنا مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فاتينا بقصعة من ارز، فجعلنا نعذر (2)، فقال: ما صنعتم شيئا، ان اشدكم حبا لنا احسنكم اكلا عندنا، (قال عبد الرحمن: فرفعت كسحة المائدة فاكلت، فقال: الان) (3)، ثم انشأ يحدثنا: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اهدي له قصعة ارز من ناحية الانصار، فدعا سلمان والمقداد وابا ذر ـ رحمهم الله ـ فجعلوا يعذرون في الاكل، فقال: ما صنعتم شيئا، اشدكم حبا لنا احسنكم اكلا عندنا، فجعلوا ياكلون اكلا جيدا، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): رحمهم الله، ورضي عنهم، وصلى الله عليهم.
المصادر
الكافي 6: 278 | 2، والمحاسن: 414 | 163.
الهوامش
1- كتب في هامش المصححة الاولى ما نصه: «زحل بالزاي والحاء المهملة يعرف به عمر ابن عبد العزيز».
2- نعذر: التعذير في الامر: التقصير فيه. «الصحاح 2: 740».
3- وردت العبارة في نسخة: كهنجة. وفي المحاسن: كسحة ما به ـ فقال: الان. وكسحة المائدة، لعل المراد الكساحة: وهي ما يسقط على المائدة اثناء الاكل. «انظر الصحاح 1: 399».
وعن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن اسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي المغرا، عن عنبسة ابن مصعب، قال اتينا أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يريد الخروج إلى مكة، فامر بسفرة، فوضعت بين ايدينا، فقال: كلوا فاكلنا، فقال: (ابيتم، ابيتم) (1) انه كان يقال: اعتبر حب القوم باكلهم، قال: فاكلنا، وقد ذهبت الحشمة.
وعنه، عن أحمد، عن عدة من اصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي، قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقدم الينا طعاما فيه شواء واشياء بعده، ثم جاء بقصعة من (1) ارز، فاكلت معه فقال: كل (2)، فانه يعتبر حب الرجل لاخيه بانبساطه في طعامه، ثم حاز لي حوزا باصبعه من القصعة فقال لي: لتأكلن ذا بعد ما قد أكلت، فاكلته.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن يونس، عن أبي الربيع، قال: دعا أبو عبد الله (عليه السلام) بطعام فاتى بهريسة، فقال لنا: ادنوا فكلوا، فاقبل القوم يقصرون، فقال: كلوا فانما تستبين مودة الرجل لاخيه في اكله قال فاقبلنا نضغز (1) انفسنا كما تضغز (2) الابل. أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وذكر الحديث الاول وعن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، وذكر الثاني، الا انه اسقط الواسطة الاخرى، وعن أحمد بن محمد بن عيسى، وذكر الثالث وعن اسماعيل بن مهران، وذكر الرابع وعن عدة من اصحابنا، وذكر الخامس وعن الوشاء، عن يونس بن الربيع، وذكر السادس (3).
المصادر
الكافي 6: 279 | 6.
الهوامش
1- في نسخة من الكافي: نغص فيهما (هامش المخطوط) وكذلك المصدر وضغز البعير: اذا علفه الضغائز، وهي اللقم الكبار الواحدة ضغيزة «النهاية 3: 94».
2- في نسخة من الكافي: نغص فيهما (هامش المخطوط) وكذلك المصدر وضغز البعير: اذا علفه الضغائز، وهي اللقم الكبار الواحدة ضغيزة «النهاية 3: 94».
(وعن أبيه) (1)، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لرجل كان يأكل: اما علمت انه يعرف حب الرجل اخاه بكثرة اكله عنده؟
وعن محمد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث ابن المغيرة، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فدعا بالخوان، فاتى بقصعة فيها ارز، فاكلت منها حتى امتلأت، فخط بيده في القصعة، ثم قال: اقسمت عليك لما اكلت دون الخط.