محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد ابن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجيز في الدين شهادة رجل واحد، ويمين صاحب الدين، ولم يجز في الهلال إلا شاهدي عدل.
وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقضي بشاهد واحد مع يمين صاحب الحق. ورواه الشيخ بإسناده عن أبي علي الأشعري (1). وبإسناده عن محمد بن يعقوب (2)، والذي قبله بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبو عبدالله (عليه السلام) يقول: كان علي (عليه السلام) يجيز في الدين شهادة رجل، ويمين المدعي.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: حدثني أبي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قضى بشاهد ويمين. ورواه الحميري في (قرب الاسناد) عن محمد بن عيسى، والحسن ابن ظريف، وعليّ بن إسماعيل كلهم، عن حماد بن عيسى مثله (1).
وعنه (1)، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يكون له عند الرجل الحق، وله شاهد واحد؟ قال: فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقضي بشاهد واحد، ويمين صاحب الحق، وذلك في الدين. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم (2)، والذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى مثله.
وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: دخل الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل على أبي جعفر (عليه السلام)، فسألاه عن شاهد ويمين، فقال: قضى به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقضى به علي (عليه السلام) عندكم بالكوفة، فقالا: هذا خلاف القرآن، فقال: وأين وجدتموه خلاف القرآن؟ قالا: إن الله يقول: (وأشهدوا ذوي عدل منكم) (1) فقال (2): قول الله: (وأشهدوا ذوي عدل منكم) هو (3) لا تقبلوا شهادة واحد ويمينا، ثم قال: إن عليا (عليه السلام) كان قاعدا في مسجد الكوفة، فمر به عبدالله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة، فقال له علي (عليه السلام): هذه درع طلحة، اخذت غلولا يوم البصرة، فقال له عبدالله بن قفل: اجل بيني وبينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين، فجعل بينه وبينه شريحا، فقال علي (عليه السلام): هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال له شريح: هات على ما تقول بينة، فأتاه بالحسن، فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال شريح: هذا شاهد، واحد ولا أقضي بشهادة شاهد، حتى يكون معه آخر، فدعا قنبر فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال شريح: هذا مملوك، ولا أقضي بشهادة مملوك، قال: فغضب علي (عليه السلام)، وقال: خذها، فإن هذا قضى بجور ثلاث مرات، قال: فتحول شريح وقال: لا أقضي بين اثنين، حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات؟ فقال له: ويلك ـ أو ويحك ـ إني لما أخبرتك أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة فقلت: هات على ما تقول بينة، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حيث ما وجد غلول اخذ بغير بينة، فقلت: رجل لم يسمع الحديث فهذه واحدة، ثم أتيتك بالحسن فشهد، فقلت: هذا واحد ولا أقضي بشهادة واحد، حتى يكون معه آخر، وقد قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشهادة واحد ويمين، فهذه ثنتان، ثم أتيتك بقنبر، فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقلت: هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك وما بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلا، ثم قال: ويلك ـ أو ويحك ـ إن إمام المسلمين يؤمن من امورهم على ما هو أعظم من هذا. ورواه الصدوق بإسناده عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه، واقتصر على قصة علي (عليه السلام) مع شريح، وزاد في آخرها: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن أول من رد شهادة المملوك رمع (4). محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، مثل الرواية الاولى (5).
وعنه، عن القاسم، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقضي بشاهد واحد (1)، مع يمين صاحب الحق.
وعنه، عن فضالة، عن أبان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: أجاز رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهادة شاهد، مع يمين طالب الحق، إذا حلف انه الحق.
وعنه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشهادة رجل، مع يمين الطالب في الدين وحده.
وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عبيد الله بن أحمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لو كان الأمر إلينا أجزنا شهادة الرجل الواحد، إذا علم منه خير، مع يمين الخصم في حقوق الناس، فأما ما كان من حقوق الله عزّ وجلّ، أو رؤية الهلال فلا. ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1).
وبإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إنّ جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال له أبو حنيفة: كيف تقضون باليمين مع الشاهد الواحد؟ فقال جعفر (عليه السلام): قضى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقضى به علي (عليه السلام) عندكم، فضحك أبو حنيفة، فقال له جعفر (عليه السلام): أنتم تقضون بشهادة واحد شهادة مائة، فقال: ما نفعل، فقال: بلى، يشهد مائة، فترسلون واحدا يسأل عنهم، ثم تجيزون شهادتهم بقوله.
محمد بن علي بن الحسين قال: قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشهادة شاهد، ويمين المدعي، قال: وقال (عليه السلام): نزل (1) جبرئيل بشهادة شاهد، ويمين صاحب الحق، وحكم به أمير المؤمنين (عليه السلام) بالعراق.
وفي (الأمالي) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسن بن علي العدوي، عن صهيب بن عباد بن صهيب، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قضى باليمين مع الشاهد الواحد، وأن عليا (عليه السلام) قضى به بالعراق.
وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فأمره أن يأخذ باليمين مع الشاهد.
عبدالله بن جعفر في (قرب الاسناد) عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: قال أبو حنيفة لأبي عبدالله (عليه السلام): تجيزون شهادة واحد ويمين؟ قال: نعم قضى به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقضى به علي (عليه السلام) بين أظهركم بشاهد ويمين، فتعجب أبو حنيفة، فقال أبو عبدالله (عليه السلام): أتعجب من هذا؟ إنكم تقضون بشاهد واحد في مائة شاهد، فقال له: لا نفعل، فقال: بلى، تبعثون رجلا واحدا، فيسأل عن مائة شاهد، فتجيزون شهادتهم بقوله، وإنما هو رجل واحد.
سعد بن عبدالله في (بصائر الدرجات) عن القاسم بن الربيع الوراق، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، (ومحمد بن سنان، عن مياح المدايني) (1) عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في كتابه إليه ـ قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقضي بشاهد واحد، مع يمين المدعي، ولا يبطل حق مسلم، ولا يرد شهادة مؤمن.
الحسن بن الفضل الطبرسي في (مكارم الأخلاق) عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نزل عليَّ جبرئيل (عليه السلام) بالحجامة واليمين مع الشاهد.
المصادر
مكارم الاخلاق: 75 باختلاف، ونصه ورد في البحار 62: 125 | 71.
محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب السياري أبي عبدالله، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: إن الخلال (1) نزل به جبرئيل مع اليمين والشاهد، من السماء.
المصادر
السرائر: 476.
الهوامش
1- الخلال: العود الذي تستخرج به بقايا الطعام بين الاسنان «الصحاح ـ خلل ـ 4: 1687» وفي المصدر: فان الخل